responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 174


وكلاهما خطأ . الموقف السليم هو مواجهتها مع الإمام الحاكم العادل ، لأن الحق - بوجوده - بين ظاهر ، فهو الهادي ، وهو الدليل الذي لا يضلل ، وهو السراج في الظلمة ، ظلمة الفتنة ، وكل ظلمة .
وقد حدث أن بعض المسلمين في بدايات خلافة أمير المؤمنين علي التبس عليهم الأمر في الفتنة التي أثارها خروج طلحة والزبير ، وعصيان معاوية نتيجة لموقف أبي موسى الأشعري الذي قال للناس في الكوفة حين دعوا إلى قمع عصيان طلحة والزبير : إن الموقف موقف فتنة ، وأن الموقف السليم منها هو الامتناع عن المشاركة فيها .
وقد أوضح الإمام إذ ذاك أن الموقف من الفتنة التي يلتبس فيها الحق بالباطل هو هذا ، ولكن الأمر يختلف حين يتضح جانب الحق بوجود الإمام العادل أو بأية وسيلة أخرى ، فإن السلبية في هذه الحالة تكون خيانة .
ومن هنا فقد سمى الإمام خروج طلحة والزبير فتنة ، ودعا الناس إلى مواجهتها وقمعها ، لأن وجه الحق فيها بين ، فقد كتب إلى أهل الكوفة عند مسيره إلى البصرة :
. . . واعلموا أن دار الهجرة 1 قد قلعت بأهلها وقلعوا بها 2 ، وجاشت جيش المرجل 3 ، وقامت الفتنة على القطب 4 ، فأسرعوا إلى أميركم ، وبادروا جهاد عدوكم 5 .
د - موقف الإمام علي من فتنة عصره ما دور الإمام علي ، وما موقفه من الفتنة التي عصفت بالمجتمع الإسلامي في عهده ؟ .
نظرة إلى التاريخ السياسي والفكري للإسلام تكشف بوضوح عن أن الإمام عليا كان المنقذ الأكبر للإسلام من التشوه والمسخ بالفتنة التي عصفت رياحها المجنونة


( 1 ) دار الهجرة : هي المدينة المنورة . ( 2 ) قلع المكان بأهله : نبذهم وطردهم . وقلع فلان بمكانه : نبذه وابتعد عنه . ( 3 ) جاشت : اضطربت ، والمرجل : القدر : يعني أن دار الهجرة قد اضطربت بأهلها بسبب الفتنة التي نشبت فيها وانطلقت منها . ( 4 ) قامت الفتنة على القطب : وجدت من يوجهها ويرعاها ويغذيها بالأفكار والقوى ، فاشتدت وعظم خطرها . ( 5 ) نهج البلاغة - باب الكتب - الكتاب رقم 1 .

174

نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست