نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 9
حتى اجتمعت له من المعرفة ضروب وطرائق ، ومن العلم أسباب وألوان ، ومن الأدب طرائف وبدائع ؛ ولكنه لم يجتر ، في نفسه ، ما جمعه لها من الأدب والعلم والمعرفة ، بل صنف سفرا هنا ، وألف كتابا هناك ، حتى نسبوا إليه ما يزيد على خمسة وستين مؤلفا ، بين رسالة وكتاب . أما اختلاف الناس على شخصية الجاحظ ، فذلك حديث يطول ، ولكننا نكتفي ههنا ، بالإيجاز المفيد . لقد أصابت سهام النقد التي أطلقها الجاحظ ، تلميحا وتصريحا ، إشارة وعبارة ، سابقيه ولاحقيه على السواء ؛ فكان طبيعيا أن يذود معارضوه عن أفكارهم ، وأن يرد من استهدفوا لنقده ، صاعا بصاع ، وكيلا بكيل . ولو أن منتقديه كفوا عن ثلبه وتجريحه ، بعد موته ، لهان الأمر ، ولكن المعركة لبثت دائرة الرحى ، حتى بعد أن غيب التراب جسد أبي عثمان الذي كان ، كالمتنبي ، مالئا الدنيا ، وشاغلا الناس . وممن يجوز إحصاؤهم في عداد خصومه : ابن قتيبة ، وأبو العباس أحمد بن يحي ، والأزهري ، وبديع الزمان الهمذاني ، والمسعودي ، رغم أن هذا الأخير لم يكن ، في انتقاداته ، مغرضا ، فإذا بطعنته في الجاحظ ، تشابه طعنة الجاحظ في
9
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 9