نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 580
ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى وهو المغيظ المحنق قال ويبلغ من خوفهم من الهجاء ومن شدة السب عليهم وتخوفهم ان يبقى ذكر ذلك في الاعقاب ويسب به الاحياء والأموات أنهم إذا أسروا الشاعر أخذوا عليه المواثيق وربما شدوا لسانه بنسعة كما صنعوا بعبد يغوث ابن وقاص المحاربي حين أسرته بنو تيم يوم الكلاب وهو الذي يقول : أقول وقد شدوا لساني بنسعة * أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا وتضحك مني شيخة عبشمية * كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا كأني اركب جوادا ولم أقل * لخيلي كري كرة عن رجاليا فيا راكبا إما عرضت فبلغن * نداماي من نجران ان لا تلاقيا أبا كرب والأيهمين كليهما * وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا وكان سألهم ان يطلقوا لسانه لينوح على نفسه ففعلوا فكان ينوح بهذه الأبيات فلما أنشد قومه هذا الشعر قال قيس لبيك وإن كنت أخرتني وقيل لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كيف تقول الشعر مع الفقه والنسك فقال لا بد للمصدور من ان ينفث وقال معاوية لصحار العبدي ما هذا الكلام الذي يظهر منك قال شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا وقال ابن حرب من أحسن شيئا أظهره وفي المثل من أحب شيئا أكثر ذكره وقال خاصم أبو الحويرث السحيمي حمزة بن بيض إلى المهاجرين عبد الله في طوي له فقال أبو الحويرث : أغمضت في حاجة كانت تؤرقني * لولا الذي قلت فيها قل تغميضي قال وما قلت لك قال : حلفت بالله لي ان سوف تنصفني * فساغ في الحلق ريق بعد تجريض قال وأنا احلف بالله لأنصفنك قال : فاسأل إلى عن إلى ان خصومتهم * أم كيف أنت وأصحاب المعاريض قال أوجعهم ضربا قال : فاسأل سحيما إذا وافاك جمعهم * هل كان بالبئر حوض قبل تحويضي
580
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 580