responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 47


وفي هذا كلام يقع في كتاب الحيوان وقال أبو الهندي في اللثغ :
سقيت أبا المطرح إذا تأنى * وذو الرعثات منتصب يصيح شرابا يهرب الذبان عنه * ويلثغ حين يشربه الفصيح وقال محمد بن الرومي مولى أمير المؤمنين قد صحت التجربة وقامت العبرة على أن سقوط جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف منه إذا سقط أكثرها وخالف أحد شطريها الشطر الآخر وقد رأينا تصديق ذلك في أفواه قوم شاهدهم الناس بعد أن سقط جميع أسنانهم وبعد أن بقي منها الثلث أو الربع فممن سقط جميع أسنانه وكان معنى كلامه مفهوما الوليد بن هشام القحذمي صاحب الاخبار ومنهم أبو سفيان والعلاء بن لبيد التغلبي وكان ذا بيان ولسن وكان عبيد الله بن أبي غسان ظريفا يصرف لسانه كيف أحب وكان الالحاح على القيس قد برد أسنانه حتى كان لا يرى أحد منها شيئا إلا أن تطلع في لحم اللثة وفي أصول منابت الأسنان وكان سفيان بن الأبرد الكلي كثيرا ما يجمع بين القار والحار فتساقطت أسنانه جميعا وكان مع ذلك خطيبا بينا وقال أهل التجربة إذا كان في اللحم الذي فيه مغارز الأسنان تشمير وقصر سمك ذهبت الحروف وفسد البيان وإذا وجد اللسان من جميع جهاته شيئا يقرعه ويصكه ولم يمر في هواء واسع المجال وكان لسانه يملأ جوبة فمه لم يضره سقوط أسنانه إلا بالمقدار المغتفر والجزء المحتمل ويؤكد ذلك قول صاحب المنطق فإنه زعم في كتاب الحيوان أن الطائر والسبع والبهيمة كلما كان لسانه الواحد منها أعرض كان أفصح وأبين وأحكى لم يلفن ولما يسمع كنحو الببغاء والغداف وغراب البين وما أشبه ذلك وكالذي يتهيأ من أفواه السنانير إذا تجاوبت من الحروف المقطعة المشاركة لمخارج حروف الناس فاما الغنم فليس يمكنها أن تقول إلا ماء والميم والباء أول ما يتهيأ في أفواه الأطفال كقولهم ماما وبابا لأنهما خارجان من عمل اللسان وانهما يظهران بالتقاء الشفتين وليس شيء من الحروف أدخل في باب النقص والعجز من فم الأهتم من الفاء والسين إذا كانا في وسط الكلمة فأما الصاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان

47

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست