نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 46
أسنانه فقال في كلمة له : قلت قوادحها وتم عديدها * فله بذاك مزية لا تنكر ويروى : صحت مخارجها وتم حروفها وزعم يحيى بن نجيم بن معاوية بن زمعة أحد رواة أهل البصرة قال قال يونس بن حبيب في تأويل قول الأحنف بن قيس : أنا ابن الزافرية أرضعتني * بثدي لا أجد ولا وخيم أتمتني فلم تنقص عظامي * ولا صوني إذا اصطك الخصوم قال إنما عنى بقوله عظامي أسنانه التي في فمه وهي التي إذا تمت تمت الحروف وقال يونس وكيف يقول مثله أتمتني فلم تنقص عظامي وهو يريد بالعظام عظام اليدين والرجلين وهو أحنف من رجليه جميعا مع قول الحتات له والله لأنك ضئيل وان أمك لورهاء وكان أعرف بمواقع العيوب وأبصر بدقيقها وجليلها وكيف يقول ذلك وهو نصب عيون الأعداء والشعراء والاكفاء وهو أنف مضر الذي تعطس عنه وأبين العرب والعجم قاطبة قالوا ولم يتكلم معاوية على منبر جماعة مذ سقطت ثناياه في الطست قال أبو الحسن وغيره لما شق على معاوية سقوط مقادم فمه قال له يزيد بن معن السلمي وآية ما بلغ أحد سنك إلا أبغض بعضه بعضا ففوك أهون علينا من سمعك وبصرك فطابت نفسه وقال أبو الحسن المدايني لما شد عبد الملك أسنانه بالذهب قال لولا المنابر والنساء ما باليت متى سقطت قال وسألت مباركا الزنجي الفاشكار ولا أعلم زنجيا بلغ في الفشكرة مبلغه فقلت له لم ينزع الزنجي ثناياه ولم يحدد ناس منهم أسنانهم فقال أما أصحاب التحديد فللقتال والنهش ولأنهم يأكلون لحوم الناس ومتى حارب ملك ملكا فأخذه قتيلا أو أسيرا أكله وكذلك إذا حارب بعضهم بعضا أكل الغالب منهم المغلوب وأما أصحاب القلع فإنهم قالوا نظرنا إلى مقادم أفواه الغنم فكر هنا أن تشبه مقادم أفواهنا مقادم أفواه الغنم فكم تظنهم حفظك الله فقدوا من المنافع العظام بفقد تلك الثنايا
46
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 46