responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 48


يخرج الضاد من أي شدقيه شاء فأما الأيمن والأعسر والأضبط فليس يمكنهم ذلك إلا بالاستكراه الشديد وكذلك الأنفاس مقسومة المنخرين فحالا يكون الاسترواح ودفع البخار من الجوف من الشق الأيمن وحالا يكون من الشق الأيسر ولا يجتمعان على ذلك في وقت إلا أن يستكره ذلك مستكره أو يتكلفه متكلف فاما إذا ترك أنفاسه على سجيتها لم يكن إلا كما قالوا وقالوا الدليل على أن من سقط جميع أسنانه أن عظم اللسان نافع له قول كعب بن جعيل ليزيد بن معاوية حين أمره بهجاء الأنصار فقال أر ادي أنت إلى الكفر بعد الايمان لا أهجو قوما نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووه ولكني سأدلك على غلام في الحي كافر كان لسانه لسان ثور يعني الأخطل وجاء في الحديث ( أن الله تبارك وتعالى يبغض الرجل يتخلل بلسانه كما تتخلل الباقرة الخلي بلسانها ) قالوا ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بقي من لسانك ) فأخرج لسانه حتى قرع بطرفه طرف أرنبته ثم قال والله إني لو وضعته على صخر لفلقه أو على شعر لحلقه وما يسرني به مقول من معد وأبو السمط مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن أبي حفصة وأبوه وابنه في نسق واحد يقرعون بأطراف ألسنتهم أطراف أنفهم وتقول الهند لولا أن الفيل مقلوب اللسان لكان أنطق من كل طائر يتهيأ في لسانه كثير من الحروف المقطعة المعروفة وقد ضرب الذين يزعمون أن ذهاب جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف من ذهاب الشطر أو الثلثين في ذلك مثلا فقالوا الحمام المقصوص جناحاه جميعا أجدر أن يطير من الذي يكون أحدهما وافرا والآخر مقصوصا قالوا وعلة ذلك التعديل والاستواء وإذا لم يكن كذلك ارتفع أحد شقيه وانخفض الآخر فلم يجذف ولم يطر والقطا من الطير قد يتهيأ من أفواهها أن تقول قطا قطا وبذلك سميت ويتهيأ من أفواه الكلاب العينات والفاءات والواوات كنحو قولها وو وو وكنحو قولها عف عف قال الهيثم بن عدي قيل لصبي من أبوك قال وو وو لأن أباه كان يسمى كلبا ولكل لغة حروف تدور في أكثر كلامها كنحو استعمال الروم للسين

48

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست