نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 462
وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيئا قط إلا علمت انه كما قال قال أبو الدرداء أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه أم راض وأبكاني هول المطلع وانقطاع العمل وموقفي بين يدي الله ولا يدري أيؤمر بي الجنة أم إلى النار قال سحيم بن حفص رأى إياس بن قتادة العبشمي شيبة لحيته فقال أرى الموت يطلبني وأراني لا أفوته أعوذ بالله من فجاءات الأمور وبغتات الحوادث يا بني سعد اني قد وهبت لكم شبابي فهبوا لي شيبتي ولزم بيته فقال له أهله إنك تموت هزلا فقال لأن أموت مؤمنا مهزولا أحب إلي من ان أموت منافقا سمينا وذكر قوم إبليس فلعنوه وتغيظوا عليه وقال أبو حازم الأعرج وما إبليس لقد عصي فما ضر وأطيع فما نفع وقال بكر بن عبد الله بالمزني الدنيا ما مضى منها فحلم وما بقي منها فأماني ودخل أبو حازم مسجد دمشق فوسوس إليه الشيطان انك قد أحدثت بعد وضوئك فقال له أو قد بلغ هذا من نصحك وقال بعض الطياب : عجبت من إبليس في كبره * وخبث ما أظهر من نيته تاه على آدم في سجدة * وصار قوادا لذريته فأنشدتها مسمع بن عاصم فقال وأبيك لقد ذهب مذهب الفضل بن مسلم وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير لا تنظروا إلى خفض عيشهم ولين ثيابهم ولكن انظروا إلى سرعة ظعنهم وسوء منقلبهم قال أبو ذر لقد أصبحت وان الفقر أحب إلي من الغني والسقم أحب إلي من الصحة والموت أحب إلي من الحياة قال هشم لكني لا أقول ذلك وقال داود النبي اللهم لا صحة تطغيني ولا مرض يضنيني ولكن بين ذلك وقال الحسن ان قوما جعلوا تواضعهم في ثيابهم وكبرهم في صدورهم حتى لصاحب المدرعة بمدرعته أشد فرحا من صاحب المطرف بمطرفه
462
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 462