نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 460
على نية الآخرة ما شاء من الدنيا ولا يعطي على نية الدنياء إلا الدنيا قال عوانة قال الحسن قدم علينا بشر بن مروان أخو الخليفة وأمير المصرين وأشب الناس فأقام عندنا أربعين يوما ثم طعن في قدمه فمات فأخرجناه إلى قبره فلما صرنا به إلى الجبانة فإذا نحن بأربعة سودان يحملون صاحبا لهم إلى قبره فوضعنا السرير فصلينا عليه ووضعوا صاحبهم فصلوا عليه ثم حملنا بشرا إلى قبره ودفنا بشرا ودفنوا صاحبهم ثم انصرفوا وانصرفنا ثم التفت التفاتة فلم أعرف قبر بشر من قبر الحبشي فلم أر شيئا قط كان أعجب منه وقال عبد الله بن الزبعري : والعطيات خساس بيننا * وسواء قبر مثر ومقل وتقول الحكماء ثلاثة أشياء يستوي فيها الملوك والسوقة والعلية والسفلة الموت والطلق والنزع وقال الهيثم بن عدي عن رجاله بينا حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي يتذاكران أعاجيب الزمان وتغير الأيام وهما في عرصة إيوان كسرى وكان أعرابي من غامد يرعى شويهات له نهارا فإذا كان الليل صيرهن إلى داخل العرصة وفي العرصة سرير رخام كان كسرى ربما جلس عليه فصعدت غنيمات الغامدي على سرير كسرى فقال سليمان ومن أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدي على سرير كسرى قال لما انصرف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه من صفين مر بمقابر فقال السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أنتم لنا سلف فارط ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا والحمد لله الذي منها خلقكم وعليها يحشركم ومنها يبعثكم طوبى لمن ذكر المعاد وأعد للحساب وقنع بالكفاف وقال عمر رضي الله تعالى عنه استغزروا العيون بالتذكر وقال الشاعر :
460
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 460