responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 444


وكان شديد السواد نحيفا ومن شأن المتكلمين ان يشيروا بأيديهم وأعناقهم وحواجبهم فإذا أشاروا بالعصا فكأنهم قد وصلوا بأيديهم أيدي أخر ويدلك على ذلك قول الأنصاري حيث يقول :
سارت لنا سيارة ذات سؤدد * بكوم المطايا والخيول الجماهر يؤمون ملك الشام حتى تمكنوا * ملوكا بأرض الشام فوق المنابر يصيبون فصل القول في كل خطبة * إذا وصلوا ايمانهم بالمخاصر وقال الكميت بن زيد :
ونزور مسلمة المهذب * بالمؤيدة السوائر بالمذهبات المعجبات * لمفحم منا وشاعر أهل التجارب في المحافل * والمقاول بالمخاطر وأيضا ان حمل العصا والمخصرة دليل على التأهب للخطبة والتهيؤ للاطناب والإطالة وذلك شيء خاص في خطباء العرب ومقصور عليهم ومنسوب إليهم حتى أنهم ليذهبون في حوائجهم والمخاصر في أيديهم اتقاء وتوقعا لبعض ما يوجب حملها والإشارة بها وعلى ذلك المعنى أشار النساء بالمالي وهن قيام في المناحات وعلى ذلك المثال ضربن الصدور بالنعال وانما يكون العجز والذلة في دخول الخلل والنقص على الجوارح فأما الزيادة فيها فالصواب فيه وهل ذلك إلا كتعظيم كور العمامة واتخاذ القضاة القلانس العظام في حمارة القيظ واتخاذ الخلفاء العمائم على القلانس فان كانت القلانس مكشوفة زادوا في طولها وحدة رؤوسها حتى تكون فوق قلانس جميع الأمة وكذلك القناع لأنه أهيب وعلى ذلك المعنى كان يتقنع العباس بن محمد وعبد الملك بن صالح والعباس بن موسى وأشباههم وسليمان بن أبي جعفر وعيسى بن جعفر وإسحق بن عيسى ومحمد بن سليمان ثم الفضل بن الربيع والسندي بن شاهك وأشباههما من الموالي لأن ذلك أهيب في الصدور وأجل في العيون والمتقنع أروع من الحاسر لأنه إذا لم يفارقه الحجاب وان

444

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست