responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 443


وللخلفاء عمة وللفقهاء عمة وللبغالين عمة وللاعراب عمة وللصوص عمة وللأبناء عمة وللروم والنصارى عمة ولأصحاب التشاجي عمة ولكل قوم زي فللقضاة زي ولأصحاب القضاة زي وللشرط زي وللكتاب زي ولكتاب الجند زي ومن زيهم ان يركبوا الحمير وإن كانت الهماليج لهم معرضة وأصحاب السلطان ومن دخل الدار على مراتب فمنهم من يلبس المبطنة ومنهم من يلبس الدراعة ومنهم من يلبس القباء ومنهم من يلبس الباز بكند ويعلق ويأخذ الجرز ويتخذ الجمة وزي مجالس الخلفاء في الصيف القطن وفي الشتاء فرش الصوف وترى ان ذلك أجزل وأكمل وأفخم وأقبل ولذلك وضعت ملوك العجم على رؤوسها التيجان وجلست على الأسرة وظاهرت بين الفرش وهل يملأ عيون الأعداء ويرعب قلوب المخالفين ويحشو صدور العوام إفراط التعظيم وتعظيم شأن السلطان والزيادة في الاقدار إلا الآلات وهل دواؤهم إلا في التهويل عليهم وهل يصلحهم إلا إخافتك إياهم وهل ينقادون لما فيه الحظ لهم ويسلمون بالطاعة التي فيها صلاح أمورهم إلا بتدبير يجمع المحبة والمهابة وكانت الشعراء تلبس الوشي والمقطعات والأردية السود وكل ثوب مشهر وقد كان عندنا منذ نحو من خمسين سنة شاعر يتزيا بزي الماضين وكان له برد أسود يلبسه في الصيف والشتاء فهجاه بعض الطياب من الشعراء فقال في قصيدة له :
بع بردك الأسود قبل البرد * في قرة تأتيك صما صرد وكان الجربان قميص بشار الأعمى وجبته لبنتان فكان إذا أراد نزع شيء منهما أطلق الازرار فسقطت الثياب على الأرض ولم ينزع قميصه من جهة رأسه قط وقدويه العدوي الشحاجي لم يلبس قميصا قط وهو اليوم حي وهو شيخهم وسعيد بن العاص الجواد الخطيب لم ينزع قميصه قط فقدويه الشحاجي ضد سعيد بن العاص الأموي وقال الحطيئة :
سعيد فلا تغررك قلة لحمه * تخدد عنه اللحم وهو صليب

443

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست