نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 445
كان ظاهرا في الطرق وكان أشبه بملاينة العوام وسياسة الرعية وطرح القناع ملابسة وابتذال ومؤانسة ومقاربة والدليل على صواب هذا العمل من بني هاشم ومن صنائعهم ورجال دعوتهم وأنهم قد علموا حاجة الناس إلى ان يهابوهم وان ذلك هو صلاح شانهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس قناعا والدليل على أن ذلك كان في الاسلاف المتبوعين انا نجد رؤساء جميع أهل الملل وأرباب النحل على ذلك ولذلك اتخذوا في الحروب الرايات والاعلام وانما ذلك كله خرق سود وحمر وصفر وبيض وجعلوا اللواء علامة للعقد والعلم في الحروب مرجعا لصاحب الجولة وقد علموا أنها وإن كانت خرقا على عصي ان ذلك أهيب في القلوب وأهول في الصدور وأعظم في العيون ولذلك أجمعت الأمم رجالها ونساؤها على إطالة الشعور لأن ذا الجمة أضخم هامة وأطول قامة والكاسي أفخم من العاري ولولا أن حلق الرأس طاعة وعبادة وتواضع وخضوع وكذلك السعي ورمي الجمار لما فعلوا ذلك وفي الحديث انه لا يفتح عمورية إلا رجال ثيابهم ثياب الرهبان وشعورهم شعور النساء وكل ما زادوه في الأبدان ووصلوه في الجوارح فهو زيادة في تعظيم تلك الأبدان والعصي والمخاصر مع الذي عددناه ومع الذي ذكرناه ونريد ذكره من خصال منافعها كله باب واحد في المعنى والمغني قد يوقع بالقضيب على أوزان الأغاني والمتكلم قد يشير برأسه ويده على أقسام كلامه وتقطيعه ففوقوا ضروب الحركات على ضروب الالفاظ وضروب المعاني ولو قبضت يده ومنع حركة رأسه لذهب ثلثا كلامه وقال عبد الملك بن مروان لو ألقيت الخيزرانة من يدي لذهب شطر كلامي وأراد معاوية سحبان وائل على الكلام وقد كان اقتضبه اقتضابا فلم ينطق حتى أتوه بمخصرة فرطلها بيده فلم تعجبه حتى أتوه بمخصرته من بيته والمثل المضروب بعصا الأعرج يقولون أقرب من عصا الأعرج ويضربون المثل بعصا النهدي وقال علقمة في صفة فرس أنثى : سلاءة كعصا النهدي غل لها * منظم من نوى قران معجوم
445
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 445