نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 437
عينه جميع فرسان العرب وكانوا يكرهون ان يعرفوا فلا يكون لفرسان عدوهم هم غيرهم ولما اقبل حميصة الشيباني يتأمل طريقا قال طريف : أو كلما وردت عكاظ قبيلة * بعثوا إلي عريفهم يتوسم فتوسموني إنني انا ذاكم * شاك سلاحي في الحوادث معلم تحتي الأغر وفوق جلدي نثرة * زغف ترد السيف وهو مثلم ولكل بكري إلي عداوة * وأبو ربيعة شانيء ومحلم فكان هذا من شأنهم وربما مع ذلك أعلم الفارس منهم نفسه بسيما كان حمزة يوم بدر معلما بريشة نعامة حمراء وكان الزبير معلما بعمامة صفراء ولذلك قال درهم بن زيد : إنك لاق غدا غواة بني الملكاء * فانظر ما أنت مزدهف يمشون في البيض والدروع كما * تمشي جمال مصاعب قطف فأبد سيماك يعرفوك كما * يبدون سيماهم فتعترف وكان المقنع الكندي الشاعر واسمه محمد بن عمير كان الدهر مقنعا والقناع من سيما الرؤساء والدليل على ذلك والشاهد الصادق والحجة القاطعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يكاد يرى إلا مقنعا وجاء في الحديث حتى كأن الموضع الذي يصيب رأسه من ثوبه ثوب دهان وكان المقنع الذي جرج بخراسان يدعي الربوبية لا يدع القناع في حال من الحالات وجهل ادعاء الربوبية من جهة المناسخة فادعاها من الوجه الذي لا يختلف فيه الأحمر والأسود والمؤمن والكافر ان باطله مكشوف كالنهار لا يعرف في شيء من الملل والنحل القول بالتناسخ إلا من هذه الفرقة من الغالية وهذا المقنع كان قصارا من أهل مرو وكان أعور الكن فما أدري أيهما أعجب أدعواه بأنه رب أو أيمان من أمن به وقاتل دونه وكان اسمه عطاء وقال الآخر : إذا المرء أثرى ثم قال لقومه * أنا السيد المفضى إليه المعمم ولم يعطهم شيئا أبوا ان يسودهم * وهان عليهم زعمه وهو ألوم وقال آخر : إذا كشف اليوم العماس من استه * فلا يرتدي مثلي ولا يتعمم
437
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 437