responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 413


المنزل فاستراح وأراح ولم أقدر على البراح حتى وافاني المكاري فقلت هذه واحدة فلما أردنا الخروج من الغد لم نقدر على شيء نركبه فكنا نمشي فإذا أعيا توكأ على العصا وربما أحضر ووضع العصا على وجه الأرض فاعتمد عليها ومر كأنه سهم والح حتى انتهينا إلى المنزل وقد تفسخت من الكلال وإذا فيه فضل كبير فقلت هذه ثانية فلما كان في اليوم الثالث ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيق وصدوع إذ هجمنا على حية منكرة فساورتنا فلم تكن عندي حيلة إلا خذلانه واسلامه إليها والهرب منها فضربها بالعصا فثقلت فلما بهشت له ورفعت صدرها ضربها حتى وقذها ثم ضربها حتى قتلها قلت هذه ثالثة وهي أعظمهن فلمنا خرجنا في اليوم الرابع قرمت والله إلى اللحم وانا هارب معدم إذا أرنب قد اعترضت فحذفها فما شعرت والله إلا وهي معلقة وأدركنا ذكاتها فقلت هذه رابعة وأقبلت عليه فقلت له لو أن عندنا نارا لما أخرت أكلها إلى المنزل قال فان عندك نارا فأخرج عويدا من مزوده ثم حكه بالعصا فأورت إيراء ألمرخ والعقار عنده لا شيء ثم جمع ما قدر عليه من الغثاء والحشيش وأوقد ناره وألقي الأرنب في جوفها فأخرجناها وقد لزق بها من الرماد والتراب ما نغصها إلي فعلقها بيده اليسرى ثم ضرب بالعصا على جنوبها وأعراضها ضربا رقيقا حتى انتثر كل شيء عليها فأكلناها وسكن القرم وطابت النفس فقلت هذه خامسة ثم إنا نزلنا ببعض الخانات وإذا البيوت ملأى روثا وترابا ونزلنا بعقب جند وخراب متقدم فلم نجد موضعا نظل فيه فنظر إلى حديدة مسحاة مطروحة في الدار فأخذها فجعل العصا نصابا لها ثم قام فجرف جميع ذلك الروث والتراب وجرد الأرض بها جردا حتى ظهر بياضها وطابت ريحها فقلت هذه سادسة وعلى أي حال لم تطب نفسي ان أضع طعامي وثيابي على تلك الأرض فنزع والله العصا من حديد المسحاة فوتدها في الحائط وعلق ثيابي عليها فقلت هذه سابعة فلما صرت إلى مفرق الطرق وأردت مفارقته قال لي لو عدلت معي فبت عندي كنت قد قضيت حق الصحبة والمنزل قريب فعدلت معه فأدخلني في منزل يتصل ببيعه قال فما زال يحدثني ويطرفني ويلطفني الليل كله فلما كان السحر أخذ خشبة ثم اخرج تلك العصا بعينها

413

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست