responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 407


ألم تر ان السحرة لم يتكلفوا تغليط الناس والتمويه عليهم إلا بالعصا ولا عارضهم موسى إلا بعصاه وقال الله عز وجل « وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين » وقال الله عز وجل « قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون » ألا ترى أنهم لما سحروا أعين الناس واسترهبوهم بالعصي والحبال لم يجعل الله للحبال من الفضيلة في اعطاء البرهان ما جعل للعصا وقدرة الله على تصريف الحبال في الوجوه كقدرته على تصريف العصا وقال الله تبارك وتعالى « فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا » ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين فبارك الله كما ترى على تلك الشجرة وبارك في تلك العصا وانما العصا جزء من الشجرة وقال الله عز وجل « والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها » وقالت الحكماء انما تبنى المدائن على الماء والكلأ والمحتطب فجمع بقوله « أخرج منها ماءها ومرعاها » النجم والشجر والملح واليقطين والبقل والعشب فذكر ما يقوم على ساق وما يتفنن وما يتسطح وكل ذلك مرعى ثم قال على النسق « متاعا لكم ولأنعامكم » فجمع بين الشجر والماء والكلأ والماعون كله لأن الملح لا يكون إلا بالماء ولا تكون النار إلا من الشجر وقال تبارك وتعالى « الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون » وقال « أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين » والمرخ والعفار والسواس والعراجين وجميع عيدان النار وكل عود يقدح على طول الاحتكاك فهو غني بنفسه بالغ للمقوى وغير المقوى وحجر المرو

407

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست