responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 221

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


وقال ابن الأشعث لأصحابه وهو على المنبر قد علمنا إن كنا نعلم وفهمنا أن نفهم أن المؤمن لا يلسع من جحر مرتين وقد والله لسعت بكم من جحر ثلاث مرات وأنا استغفر الله من كل ما خالف الايمان وأعتصم به من كل ما قرب من الكفر وأنا اذكر بعد هذا فنا آخر من كلامه صلى الله عليه وسلم وهو الكلام الذي قل عدد حروفه وكثر عدد معانيه وجل عن الصنعة ونزه عن التكلف وكان كما قال الله تبارك وتعالى قل يا محمد ( وما أنا من المتكلفين ) فكيف وقد عاب التشديق وجانب أصحاب التقعير واستعمل المبسوط في موضع البسط والمقصور في موضع القصر وهجر الغريب الوحشي ورغب عن الهجين السوقي فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة وشيد بالتأييد ويسر بالتوفيق وهذا الكلام الذي ألقى الله المحبة عليه وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابة والحلاوة بين حسن الافهام وقلة عدد الكلام ومع استغنائه عن إعادته وقلة حاجة السامع إلى معاودته لم تسقط له كلمة ولا زلت له قدم ولا بارت له حجة ولم يقم له خصم ولا أفحمه خطيب بل يبذ الخطب الطوال بالكلام القصير ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم ولا يحتج إلا بالصدق ولا يطلب الفلج إلا بالحق ولا يستعين بالخلابة ولا يستعمل المواربة ولا يهمز ولا يلمز ولا يبطئ ولا يعجل ولا يسهب ولا يحصر ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا ولا أصدق لفظا ولا أعدل وزنا ولا أجمل مذهبا ولا أكرم مطلبا ولا أحسن موقعا ولا أسهل مخرجا ولا افصح عن معناه ولا أبين في فحواه من كلامه صلى الله عليه وسلم كثيرا ولم أرهم يذمون المتكلف للبلاغة فقط بل كذلك يرون المتظرف والمتكلف للغناء ولا يكادون يضعون اسم المتكلف إلا في المواضع التي يذمونها قال قيس بن خطيم :
فما المال والأخلاق إلا معارة * فما استطعت من معروفها فتزود واني لأغنى الناس عن متكلف * يرى الناس ضلالا وليس بمهتد وقال ابن قميئة :

221

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست