responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 220


وقام على الخلاص أبرزوه محككا منقحا ومصفى من الأدناس مهذبا وقال الربيع بن أبي الحقيق لأبي ياسر النضيري :
فلا تكثر النجوى وأنت محارب * تؤامر فيها كل نكس مقصر وكان عبد الله بن وهب الراسبي يقول إياي والرأي الفطير وكان يستعيذ بالله من الرأي الدبري وقال سحبان وائل شر خليطيك السؤوم المحزم لأن السؤوم لا يصبر وانما التفاضل في الصبر والمحزم صعب لا يعرف ما يراد به وليس الحزم إلا بالتجارب ولان عقل الغريرة مسلم إلى عقل التجربة ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه رأي الشيخ أحب إلي من جلد الشباب ولذلك كرهوا ركوب الصعب حتى يذل والمهر الارن إلا بعد طول الرياضة ولم تحول المعانيق هماليج إلا بعد طول التخليع ولم يحلبوا الزبون إلا بعد الابساس وسنذكر من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يسبقه إليه عربي ولم يشاركه فيه عجمي ولم يدع لأحد ولا ادعاه أحد مما صار مستعملا ومثلا سائرا فمن ذلك قوله يا خيل الله اركبي ومن ذلك قوله مات حتف أنفه ومن ذلك قوله لا ينتطح فيه عنزان ومن ذلك قوله الآن حمي الوطيس ولما قال عدي بن حاتم في قتل عثمان رضي الله تعالى عنه لا تحبق فيه عناق قال له معاوية بن أبي سفيان رحمهما الله - بعد أن فقئت عينه وقتل ابنه - يا أبا طريف هل حبقت في قتل عثمان عناق قال إي والله والتيس الاضجم فلم يصر كلامه مثلا وصار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا ومن ذلك قوله لأبي سفيان بن حرب كل الصيد في جوف الفرا ومن ذلك قوله هدنة على دخن وجماعة على أقذاء ومن ذلك قوله لا يلسع المؤمن من جحر مرتين ألا ترى أن الحارث بن خدان حين أمر بالكلام عند مقتل يزيد بن المهلب قال يا أيها الناس اتقوا الفتنة فإنها تقبل بشبهة وتدبر ببيان وان المؤمن لا يلسع من جحر مرتين فضرب بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل ثم قال اتقوا عصبا تأتيكم من الشام كأنها دلاء قد انقطع وذمها

220

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست