نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 222
وحمال أثقال إذا هي أعرضت * عن الأصل لا يسطيعها المتكلف وقال محمد بن سلام قال يونس بن حبيب ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جمعنا في هذا الكتاب جملا التقطناها من أفواه أصحاب الاخبار ولعل بعض من لم يتسع في العلم ولم يعرف مقادير الكلام يظن أن تكلفنا له من الامتداح والتشريف ومن التزيين والتجويد ما ليس عنده ولا يبلغه قدره كلا والذي حرم التزيد على العلماء وقبح التكلف عند الحكماء وبهرج الكذابين عند الفقهاء لا يظن هذا إلا من ضل سعيه فمن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الأنصار فقال ( أما والله ما علمتكم إلا لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع ) وقال ( الناس كلهم سواء كأسنان المشط ) ( والمرء كثير بأخيه ) ( ولا خير في صحبة من لا يرى لك ما يرى لنفسه وقال الشاعر : سواء كأسنان الحمار فلا ترى * لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا وقال آخر : شبابهم وشيبهم سواء * فهم في اللون أسنان الحمار وإذا حصلت تشبيه الشاعر وحقيقته وتشبيه النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته علمت فضل ما بين الكلامين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم ) فتفهم رحمك الله قلة حروفه وكثرة معانيه وقال صلى الله عليه وسلم ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ( وابدأ بمن تعول ) وقال ( لا تجن يمينك على شمالك ) وذكر الخيل فقال ( بطونها كنز وظهورها حرز ) وقال ( خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة ) وقال ( خير المال عين ساهرة لعين نائمة ) وقال نعمت العمة لكم النخلة تغرس في أرض خوارة وتشرب من عين خرارة وقال المطعمات في المحل الراسخات في الوحل وقال الحمى في أصول النخل وذكر الخيل فقال أعوافها أدفاؤها
222
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 222