نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 12
وقال مرة ثانية : « ما أخجلني أحد مثل امرأتين ، رأيت إحداهما في العسكر ، وكانت طويلة القامة ، وكنت على طعام ، فأردت أن أمازحها ، فقلت : « إنزلي كلي معنا » ، فقالت : « إصعد أنت حتى ترى الدنيا » . وأما الأخرى ، فإنها أتتني ، وأنا على باب داري ، فقالت : « لي إليك حاجة ، وأريد أن تمشي معي » . فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي ، وقالت له : « مثل هذا » ، وانصرفت . فسألت الصائغ عن قولها ، فقال : « إنها أتت إلى بفص وأمرتني أن أنقش لها عليه صورة شيطان ؛ فقلت لها : « يا ستي ، ما رأيت الشيطان ؛ فأتت بك ، وقالت ما سمعت » . وتشاء طرائف الصدف أن يصاب الجاحظ ، في أواخر أيامه ، بفالج نصفي ، فيبارح بغداد التي عاش فيها ردحا من حياته ، طويلا ، قافلا إلى البصرة ، مسقط رأسه ، حيث كان رأى النور حوالي عام 159 ه . و 775 م . ، وهناك أمضى آخر أيامه في منزله الذي غدا محجة للأدباء والعلماء ؛ وفيما هو جالس ، ذات يوم من أيام عام 255 ه . و 868 م . يطالع بعض الكتب ، انهال فوقه قسم من مكتبته ، فقضى نحبه تحت كتبه شهيدا للمعرفة والبحث العلمي ، واختتمت بذلك
12
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 12