responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 554


المصلى عن مشيخة بني هاشم ومواليهم عرفت بتلك البقية كثرة ما فات وبذلك الصحيح أين موضع الفساد مما صنعه الهيثم بن عدي وتكلفه هشام ابن الكلبي شيء من سياسة بني العباس وأدبهم وسنذكر جملا مما انتهى إلينا من كلام المنصور ومن شأن المأمون وغيرهما وإن كنا قد ذكرنا من ذلك طرفا ونقصد من ذلك إلى التخفيف والتقليل فإنه يأتي من وراء الحاجة ويعرف بجملته مراد البقية قال وكان المنصور داهيا أريبا مصيبا في رأيه سديدا وكان مقدما في علم الكلام ومكثرا من كتاب الآثار ولكلامه كتاب يدور في أيدي العارفين الوراقين معروف عندهم ولما هم بقتل أبي مسلم سقط بين الاستبداد برأيه والمشاورة فيه فأرق في ذلك ليلته فلما أصبح دعا بإسحق بن مسلم العقيلي فقال له حدثني حديث الملك الذي أخبرتني عنه بحران قال أخبرني أبي عن الحصين بن المنذر أن ملكا من ملوك فارس يقال له سابور الأكبر كان له وزير ناصح قد اقتبس أدبا من آداب الملوك وشاب ذلك بفهم في الدين فوجهه سابور داعية إلى خراسان وكانوا قوما عجما يعظمون الدنيا جهالة بالدين ويخلون بالدين استكانة لقوت الدنيا وذلا لجبابرتها فجمعهم على دعوة من الهوى يكيد به مطالب الدنيا واغتر بقتل ملوكهم لهم وتخولهم إياهم وكان يقال لكل ضعيف صولة ولكل ذليل دولة فلما تلاحمت أعضاء الأمور التي لقح استحالت حربا عوانا شالت أسافلها بأعاليها فانتقل العز إلى أرذلهم والنباهة إلى أخملهم فأشربوا له حبا مع خفض من الدنيا افتتح بدعوة من الدين فلما استوثقت له البلاد بلغ سابور أمرهم وما أحال عليه من طاعتهم ولم يأمن زوال القلوب وغدرات الوزراء فاحتال في قطع رجائه عن قلوبهم وكان يقال :
وما قطع الرجاء بمثل يأس * تبادهه القلوب على اغترار فصمم على قتله عند وروده عليه برؤساء أهل خراسان وفرسانهم فقتله فبغتهم بحدث فلم يرعهم إلا ورأسه بين أيديهم فوقف بهم بين الغربة ونأي الرجعة وتخطف الأعداء وتفرق الجماعة واليأس من صاحبهم فرأوا ان

554

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست