responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 351

إسم الكتاب : البداية والنهاية ( عدد الصفحات : 396)


هل تسمعين له ذكرا ؟ أحي ابني أم قد أكلته الدواب ؟ ونسيت ما كان الله وعدها فيه ( فبصرت به ) أخته ( عن جنب وهم لا يشعرون ) والجنب أن يسمو بصر الانسان إلى شئ بعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به . فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤرات أنا ( أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ) [ فأخذوها ] [1] فقالوا ما يدريك ما نصحهم [ له ] [2] هل [ تعرفينه ] [3] حتى شكوا في ذلك . وذلك من الفتون - يا ابن جبير - فقالت : نصحهم إله وشفقتهم عليه ورغبتهم في صهر الملك ورجاء منفعة الملك . فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر ، فجاءت أمه ، فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا ، وانطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشرها أن قد وجدنا لابنك ظئرا . فأرسلت إليها فأتت بها وبه . فلما رأت ما يصنع بها قالت : امكثي ترضعي ابني هذا ، فإني لم أحب شيئا حبه قط ، قالت أم موسى : لا أستطيع أن أترك بيتي وولدي فيضيع ، فإن طابت نفسك أن تعطينيه ، فأذهب به إلى بيتي فيكون معي لا آلوه خيرا ، فعلت ، فإني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما كان الله وعدها ، فتعاسرت على امرأة فرعون ، وأيقنت أن الله منجز موعوده ، فرجعت إلى بيتها من يومها وأنبته الله نباتا حسنا وحفظه لما قد قضى فيه .
فلم يزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم . ما كان فيهم ، فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لام موسى : أزيريني ابني فوعدتها يوما [ تزيرها ] [4] إياه فيه ، وقالت امرأة فرعون لخزانها وظئورها وقهارمتها ، لا يبقين أحد منكم إلا استقبل ابني اليوم بهدية وكرامة لارى ذلك فيه ، وأنا باعثة أمينا يحصي كل ما يصنع كل إنسان منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل [5] تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل على امرأة فرعون . فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ونحلت أمه بحسن أثرها عليه . ثم قالت لآتين به فرعون فلينحلنه وليكرمنه ، فلما دخلت به عليه جعله في حجره ، فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض ، فقال الغواة من أعداء الله لفرعون : ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه ؟ أنه زعم أن يرثك ويعلوك ويصرعك ، فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه . وذلك من الفتون - يا بن جبير - بعد كل بلاء ابتلى به وأريد به ، فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون . فقالت ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي ؟ فقال : ألا ترينه يزعم أنه يصرعني ويعلوني ؟ فقالت : اجعل بيني وبينك أمرا تعرف فيه الحق ، أئت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه ! فإن بطش باللؤلؤتين واجتنب الجمرتين عرفت أنه



[1] سقطت من النسخ المطبوعة .
[2] سقطت من النسخ المطبوعة .
[3] في نسخة : يعرفونه .
[4] في نسخة : أريني ابني فوعدتها يوما تريها .
[5] النحل : العطايا .

351

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست