responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 350


ذبحوه ، ففعلوا ذلك ، فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم ، والصغار يذبحون قالوا : توشكون أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي [1] كانوا يكفونكم ، فاقتلوا عاما كل مولود ذكر واتركوا [2] بناتهم ، ودعوا عاما فلا تقتلوا منهم أحدا ، فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار ، فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم ، فتخافوا مكاثرتهم إياكم ، ولن تفتنوا بمن تقتلون وتحتاجون إليهم ، فأجمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح [3] فيه الغلمان فولدته علانية آمنة . فلما كان من قابل ، حملت بموسى عليه السلام فوقع في قلبها الهم والحزن ، وذلك من الفتون - يا ابن جبير - ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد [ به ] [4] فأوحى الله إليها أن لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ، فأمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت وتلقيه في اليم ، فلما ولدت فعلت ذلك ، فلما توارى عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها : ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه . فانتهى الماء به حتى أوفى عند فرضة مستقي [5] جواري امرأة فرعون ، فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال بعضهن : إن في هذا مالا وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه ، فحملته كهيئته لم يخرجن منه شيئا حتى دفعنه إليها ، فلما فتحته رأت فيه غلاما ، فألقى عليه منها محبة لم تلق منها على أحد قط ( أصبح فؤاد أم موسى فارغا ) [ من ] [6] ذكر كل شئ إلا من ذكر موسى . فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه ، وذلك من الفتون - يا ابن جبير - فقالت لهم أقروه فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه منه ، فإن وهبه مني كنتم قد أحسنتم وأجملتم ، وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت فرعون فقالت : ( قرة عين لي ولك ) فقال فرعون : يكون لك ، فأما لي فلا حاجة لي فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون قرة عين له ، كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ، ولكن حرمه ذلك " فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لان تختار [ له ] [7] ظئرا فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها ، حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع من اللبن فيموت ، فأحزنها ذلك فأمرت به ، فأخرج إلى السوق ومجمع الناس ترجو أن تجد له ظئرا تأخذه منها فلم يقبل . وأصبحت أم موسى والها ، فقالت لأخته : قصي أثره واطلبيه



[1] في نسخة الذي . وما أثبتناه المناسب .
[2] في نسخة : فتقل .
[3] في نسخة : لا تقتل .
[4] سقطت من النسخ المطبوعة .
[5] في نسخة : تستقي منها .
[6] سقطت من النسخ المطبوعة .
[7] سقطت من النسخ المطبوعة .

350

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست