responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 391

إسم الكتاب : البداية والنهاية ( عدد الصفحات : 396)


عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " [1] . وهذا الذي يقطع به ويعلم من الدين علم الضرورة . وقد دلت عليه هذه الآية الكريمة أن الأنبياء كلهم لو فرض أنهم أحياء مكلفون في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانوا كلهم أتباعا له ، وتحت أوامره ، وفي عموم شرعه . كما أنه صلوات وسلامه عليه لما اجتمع معهم ليلة الاسراء ، رفع فوقهم كلهم ، ولما هبطوا معه إلى بيت المقدس وحانت الصلاة ، أمره جبريل عن أمر الله أن يؤمهم ، فصلى بهم في محل ولايتهم ودار إقامتهم فدل على أنه الامام الأعظم ، والرسول الخاتم المبجل المقدم ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . فإذا علم هذا - وهو معلوم عند كل مؤمن - علم أنه لو كان الخضر حيا لكان من جملة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وممن يقتدي بشرعه لا يسعه إلا ذلك * هذا عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان بحكم بهذه الشريعة المطهرة ، لا يخرج منها ولا يحيد عنها ، وهو أحد أولى العزم الخمسة [2] المرسلين وخاتم أنبياء بني إسرائيل والمعلوم أن الخضر لم ينقل بسند صحيح ولا حسن تسكن النفس إليه ، أنه اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد ، ولم يشهد معه قتالا في مشهد من المشاهد . وهذا يوم بدر يقول الصادق المصدوق فيما دعا به لربه عز وجل ، واستنصره واستفتحه على من كفره : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الأرض " [3] وتلك العصابة كان تحتها سادة المسلمين يومئذ ، وسادة الملائكة حتى جبريل عليه السلام ، كما قال حسان بن ثابت في قصيدة له في بيت يقال إنه أفخر بيت قالته العرب :
وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد [4] فلو كان الخضر حيا لكان وقوفه تحت هذه الراية أشرف مقاماته وأعظم غزواته . قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي : سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات ؟
فقال : نعم . قال : وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن الغباري قال : وكان يحتج بأنه لو كان حيا لجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . نقله ابن الجوزي في العجالة . فإن قيل : فهل يقال إنه كان حاضرا في هذه المواطن كلها ولكن لم يكن أحد يراه . فالجواب أن الأصل عدم هذا الاحتمال البعيد الذي يلزم منه تخصيص العموميات بمجرد التوهمات . ثم ما الحامل له على هذا الاختفاء وظهوره أعظم لاجره وأعلى في مرتبته وأظهر بمعجزته ، ثم لو كان باقيا بعده لكان تبليغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وإنكاره لما وقع من الأحاديث المكذوبة والروايات المقلوبة والآراء البدعية



[1] مسند أحمد ج 3 / 387 .
[2] وهم - صلوات الله عليهم - نوح ، وإبراهيم - وموسى ، وعيسى ومحمد عليهم السلام .
[3] أخرجه ابن جرير الطبري ، في تفسيره سورة الأنفال ، وابن المنذر ، وابن مردويه ونقله عنهم السيوطي في الدر المنثور 3 / 169 .
[4] في نسخ البداية المطبوعة : وتبير بدل " وبئر " وهو تحريف .

391

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست