responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 392


والأهواء العصبية وقتاله مع المسلمين في غزواتهم وشهوده جمعهم ، وجماعاتهم ، ونفعه إياهم ، ودفعه الضرر عنهم ممن سواهم وتسديده العلماء ، والحكام وتقريره الأدلة ، والاحكام أفضل ما يقال عنه من كنونه [1] في الأمصار . وجوبه الفيافي والأقطار . واجتماعه بعباد لا يعرف أحوال كثير منهم ، وجعله لهم كالنقيب المترجم عنهم . وهذا الذي ذكرناه لا يتوقف أحد فيه بعد التفهيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين [2] وغيرهما عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ليلة العشاء ثم قال : " أرأيتم ليلتكم هذه فإنه إلى مائة سنة لا يبقى ممن هو على وجه الأرض اليوم أحد " . وفي رواية " عين تطرف " . قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه وإنما أراد انخرام قرنه . قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، قال : أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة أن عبد الله بن عمر قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال : " أرأيتم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد " [3] . وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الزهري * وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن سليمان التيمي ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل أو بشهر : " ما من نفس منفوسة أو ما منكم من نفس اليوم منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية " [4] وقال أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بشهر : " يسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله أقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة " [5] . وهكذا رواه مسلم من طريق أبي نضرة وأبي الزبير كل منهما عن جابر بن عبد الله به نحوه . وقال الترمذي : حدثنا عباد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة " . وهذا أيضا على شرط مسلم * قال ابن الجوزي فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر . قالوا : فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع فلا إشكال . وإن كان قد أدرك زمانه فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة فيكون الآن مفقودا لا موجودا لأنه داخل في هذا العموم والأصل عدم المخصص له



[1] كنون من كن ، كن الشئ إذا ستره . وكنونه : تستره وتخفيه .
[2] أخرجه البخاري في صحيحه 3 / 41 / 116 فتح الباري ومسلم في صحيحه 44 / 53 / 217 .
[3] أخرجه أحمد في مسنده ج 2 / 88 .
[4] مسند الإمام أحمد 3 / 305 - 306 ومسلم في صحيحه 44 / 53 / 218 .
[5] مسند الإمام أحمد ج 3 / 345 .

392

نام کتاب : البداية والنهاية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست