نام کتاب : البدء والتاريخ نویسنده : أحمد بن سهل البلخي جلد : 1 صفحه : 185
إلى تسفيه الصانع وتجهيله أو الإلحاد والتعطيل وهذه المسألة معلَّقة بأصل التوحيد وذلك انّه لمّا قامت الدلالة على إثبات البارئ جلّ وعزّ وقدرته وحكمته لم يجز أن يكون شيء من أفعاله غير حكمة وصواب فعلمنا أنّ الحكيم لم يخلق هذا الخلق عبثا ولا لعبا ولا سهوا ولم يأمرهم ولم ينههم إلَّا للثواب الَّذي عرضهم له والعقاب الَّذي حذّرهم وحاشى للَّه سبحانه وتعالى على أن نظنّ به غير الحقّ فالجزاء يوجبه موجب التوحيد وحجّته حجته ثم لطباق أكثر أهل الأرض على الإقرار به من أعظم الحجج إذا كانت العارضة يكشفها حجّة العقل واجتماع الخلق فأىّ عذر بعدها لمتخلَّف عنها أو مائل إلى ضدّها وان أحسّ من نفسه بنفرة فأولى به أن يتّهم عقله دون عقل المؤمنين والأمم والأجيال فامّا القول في أينيّة الجزاء وماهيّته أجنّة ونار [ أم ] غيرهما فشئ يتبع فيه الأخيار ولو شاء الله يجزئ بغيرهما كما شاء ولكن المعلوم من الثواب النعمة والاغتباط والمعلوم من العقاب المكروه والنكال ولا نعمة أعظم من دوام البقاء ولا عقوبة أبلغ من النار التي هي آكلة الأضداد
185
نام کتاب : البدء والتاريخ نویسنده : أحمد بن سهل البلخي جلد : 1 صفحه : 185