نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 231
إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)
تحوّل عدوّا ، وزوجة مختلعة ، وجارية مستبيعة [1] ، وعبدا يحقرك وولدا ينتهرك . فانظر أين موقع فوت الثناء من موقع ما عددنا عليك من هذا البلاء . على أن الثناء طعم [2] ولعلك ألا تطعمه ، والحمد أرزاق ولعلك أن تحرمه ، وما يضيع من إحسان الناس أكثر . وعلى أن الحفظ [3] قد ذهب بموت أهله ألا ترى أنّ الشعر لما كسد [4] أفحم أهله ؟ ولما دخل النقص على كل شيء أخذ الشعر منه بنصيبه ؟ ولما تحوّلت الدولة في العجم [5] ، والعجم لا تحوط الأنساب ، ولا تتحفّظ المقامات [6] . لأنّ من كان في الريف والكفاية ، وكان مغمورا بسكر الغنى ، كثر نسيانه وقلَّت خواطره [7] ، ومن احتاج تحركت همّته وكثر تنقيره . وعيب الغنى أنه يورث البلدة ، وفضيلة الفقر أنه يبعث الفكر . وإن أنت صحبت الغنى بإهمال النفس أسكرك الغنى ، وسكر الغنى شيئة المستأكلين وتضرية الخدّاعين [8] وإن كنت لا ترضى بحظ النائم وبعيش
[1] زوجة مختلعة : من دفعت الى زوجها مالا فطلقّها . وجارية مستبيعة : استباع : سأل ان يبيعه إياه . والجارية تسأل سيدها ان يبيعها . [2] جمع طعمة ، اي مأكلة . [3] اي حفظ اخبار الكرماء وتذكرهم . [4] مات بموت الكرماء الممدوحين به . [5] لما تأثر بالأجناس الطارئة على المجتمع العربي انحطَّ وضعف . لا تحوط الأنساب : ان العجم لا تهتم بأصول أنسابها . وتتحفظ المقامات : اي ان الأعاجم لا يبالون لحفظ ما يدور في مجالسهم ومقاماتهم . وهذا مديح للعرب ، وموقف واضح ضد الشعوبية . المقامات : مجالس العرب . [6] من كان في الريف : كان كثير العطاء لأنه مكتف ، يتمتع بالثروة والمال . والمراد بذلك ، ان الأعاجم لما حضروا إلى الحواضر ، او الى اماكن غنية غمرهم النسيان فأغرقوا بالمدينة والغنى فنسوا انسابهم ، بخلاف العرب . [7] سكر الغنى : النشوة بالغنى والشعور بالثروة . شيئة : إرادة . ووردت « سبّة » في نسخة أخرى ؛ وهي ان تلك النشوة تجعل الخادعين يستأكلونهم ، انما هي سبّة لهم . [8] والتضرية : تعويد .
231
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 231