responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


والوليمة ، وإسرافه في الأعذار [1] وفي العقيقة [2] والوكيرة [3] . وربما ذهبت أمواله في الوضائع [4] والودائع . وربما كان شديد البخل ، شديد الحبّ للذكر ، ويكون بخله أوسخ ، ولومه أقبح ، فينفق أمواله ، ويتلف خزائنه ، ولم يخرج كفافا ، ولم ينج سليما [5] .
كأنك لم تر بخيلا مخدوعا ، وبخيلا مفتونا ، وبخيلا مضياعا ، وبخيلا نفّاجا [6] . أو بخيلا ذهب ماله في البناء ، أو بخيلا ذهب ماله في الكيمياء [7] ، أو بخيلا أنفق ماله في طمع كاذب ، وعلى أمل خائب ، وفي طلب الولايات والدخول في القبالات [8] ، وكانت فتنته بما يؤمّل من الأمرة ، فوق فتنته بما قد حواه من الذهب والفضّة . قد رأيناه [9] ينفق على مائدته وفاكهته ألف درهم في كلّ يوم وعنده في كل يوم عرس [10] ، ولأن يطعن طاعن في الإسلام أهون عليه من أن يطعن في الرغيف الثاني ، ولا شقّ عصا الدين أشدّ عليه من شقّ رغيف . لا يعدّ الثلمة [11] في عرضه ثلمة ، ويعدّها في ثريدته من أعظم الثلم .
وإنما صارت الآفات إلى أموال البخلاء أسرع ، والجوائح عليهم



[1] الأعذار والعذار والعذيرة : وليمة الختان .
[2] العقيقة : الشاة تذبح في اليوم السابع من ولادة المولود .
[3] الوكيرة : الطعام يتخذه الرجل بعد انتهاء ما كان يبنيه .
[4] جمع وضيعة : وهي ما يرفعه الدائن عن المدين من الديون .
[5] بخله اوسخ : اي انه ذو بخل نتن لا يمكن مجاراته . وفي نسخة اخرى : أوشج : اعلق
[6] بنفسه وادخل . ولم يخرج كفافا : لم يخرج خاليا من الذم ولم ينج سليما ايضا .
[7] النفاج : المدّعي بما ليس فيه . لقد سبق شرحه . اي تحول المعادن الخسيسة الى معادن ثمينة .
[8] القبالات : مفردها القبالة : الكفالة والقبيل : الكفيل .
[9] يريد بخيلا من البخلاء .
[10] العرس من معانيه الوليمة .
[11] الثلمة : خلل . فرجة المكسور .

211

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست