responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 131

إسم الكتاب : البخلاء ( عدد الصفحات : 310)


فلما حضر وقت الغداء صوّت بغلامه [1] وكان ضخما جهير [2] الصوت ، صاحب تقعير [3] وتفخيم وتشديق [4] وهمز [5] وجزم [6] : يا مبشّر هات من الخبز تمام عدد الرؤوس .
قلت : ومن فرض لهم هذه الفريضة ؟ ومن جزم عليهم هذا الجزم ؟
أرأيت أن لم يشبع أحدهم رغيفه أليس لا بد له من أن يعوّل على رغيف صاحبه ، أو يتنحّى وعليه بقيّة ، ويعلَّق يده منتظرا للعادة فقد عاد الأمر وبطل ما تناظرنا فيه .
قال : لا أعلم إلا ترك الطعام البتّة ؛ أهون علينا من هذه الخصومة .
قلت : هذا ما لا شك فيه ، وقد عملت عندي بالصواب ، وأخذت لنفسك بالثقة ، إن وفيت بهذا القول .
وكان كثيرا ما يقول : يا غلام هات شيئا من قليّه [7] وأقلّ منها وأعد لنا ماء باردا وأكثر منه . وكان يقول : قد تغير كل شيء من أمر الدنيا ، وحال عن أمره وتبدل ، حتى المؤاكلة . قاتل اللَّه رجالا كنا نؤاكلهم ، ما رأيت قصعة قط رفعت من بين أيديهم إلا وفيها فضل . وكانوا يعلمون أن إحضار الجدي إنما هو شيء من آيين [8] الموائد الرفيعة ، وإنما جعل كالعاقبة والخاتمة ، وكالعلامة لليسر وللفراغ ، وأنه لم يحضر للتمزيق والتخريب ، وأن أهله لو أرادوا به السوء لقدّموه قبل كل شيء لتقع الحدّة به . بل ما يأكل منه إذا جيء به إلا العابث ، وإلا الذي لو لم يره



[1] صوّت بغلامه : ناداه بصوت عال .
[2] جهير الصوت : صياحه .
[3] تقعير : إرسال الصوت من اعماق الحلق .
[4] التشديق : توسيع الفم ليخرج الصوت ضخما .
[5] الهمز : التشديد لتبنيه من يصفي إليه .
[6] الجزم : القطع . تسكين كلمات محددة .
[7] قليّة : ما قلي فجعل مع الطبيخ ليطيبه .
[8] آيين : طبيعة ، عادة .

131

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست