responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 130


التلطيخ والتغمير [1] . والجردقة الغمرة والرقاقة المتلطخة ، لا أقدر أن أنظر إليها ، وأستحيي أيضا من إعادتها . فيذهب ذلك الفضل باطلا ، واللَّه لا يحب الباطل .
قلت : فإن ناسا يأمرون بمسحه ، ويجعلون الثريدة منه . فلو أخذت بزيّهم وسلكت سبيلهم ، أتى ذلك على ما تريد ونريد .
قال : أفلست أعلم كيف الثريدة ، ومن أي شيء هي ؟ وكيف أمنع نفسي التوهّم وأحول بينها وبين التذكَّر ؟ ولعل القوم أن يعرفوا ذلك على طول الأيام ، فيكون هذا قبيحا .
قلت : فتأمر به للعيال ؛ فيقوم الحواري [2] المتلطخ مقام الخشكار [3] النظيف . وعلى أن المسح والدلك يأتي على ما تعلق به من الدسم .
قال : عيالي يرحمك اللَّه عيالان : واحد أعظمه عن هذا وأرفعه عنه ، وآخر لم يبلغ عندي أن يترف بالحواريّ .
قلت : فاجعل إذا جميع خبزك الخشكار ؛ فإن فضل ما بينه وبين الحواريّ في الحسن والطيب ، لا يقوم بفضل ما بين الحمد والذم .
قال : فههنا رأي هو أعدل الأمور وأقصدها ، وهو أنا نحضر هذه الزيادة من الخبز على طبق ، ويكون قريبا حيث تناله اليد ، فلا يحتاج أحد مع قربه منه إلى أن يدعو به ، ويكون قربه من يده كثرة على مائدته .
قلت : فالمانع من طلبه هو المانع من تحويله . فأطعني واخرج هذه الزيادة من مالك كيف شئت . واعلم أن هذه المقايسة وطول هذه المذاكرة ، أضر علينا مما نهيتك عنه وأردتك على خلافه .



[1] التغمير : غمس الرغيف بالسمن والدهن .
[2] الحواريّ : الدقيق الأبيض .
[3] الخشكار : الدقيق الذي لم يغربل .

130

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست