نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 127
تنقضي أيام الفاكهة وأنت على مثل إبتداء حالك وعلى أول مجاهدتك لشهوتك . ومتى لم تعدّ الشهوة فتنة والهوى عدوّا ، اغتررت لهما وضعفت عنهما ، وائتمنتهما على نفسك ، وهما أحضر عدوّ وشرّ دخيل . فاضمنوا لي النزوة [1] الأولى ، أضمن لكم تمام الصبر وعاقبة اليسر ، وثبات العزّ في قلوبكم والغني في أعقابكم ودوام تعظيم الناس لكم . فإنه لو لم يكن من منفعة الغنى إلا أنك لا تزال معظَّما عند من لم ينل منك قط درهما ، لكان الفضل في ذلك بيّنا والربح ظاهرا . ولو يكن من بركة الثروة ومن منفعة اليسر ، إلا أن رب المال الكثير لو أتصل بملك كبير ، وفي جلسائه من هو أوجب حرمة ، وأقدم صحبة وأصدق محبة ، وأمتع إمتاعا ، وأكثر فائدة وصوابا ، إلا أنه خفيف الحال قليل ذات اليد ، ثم أراد ذلك الملك أن يقسم مالا أو يوزّع بينهم طرفا [2] ، لجعل حظ الموسر [3] أكثر ، وإن كان في كل شيء دون أصحابه ، وحظ المخفّ أقل ، وإن كان في كل شيء فوق أصحابه . قد ذكرنا رسالة سهل بن هارون [4] ، ومذهب الحزامي ، وقصص الكندّي ، وأحاديث الحارثي ، واحتجاجاتهم ، وطرائف بخلهم ، وبدائع حيلهم . قصة محمد بن أبي المؤمل : قلت لمحمد بن أبي المؤمل : أراك تطعم الطعام وتتخذه ، وتنفق المال وتجود به . وليس بين قلة
[1] النزوة : القصر في الأشياء - أي الرغبة الضعيفة وهنا يريد القضاء عليها وقهرها . [2] الطَّرف : الشيء الجديد . [3] الموسر : الغني . [4] وردت الرسالة في مقدمة الكتاب .
127
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 127