إنّي لأطوف بالبيت فإذا أنا بشيخ في الطَّواف ، فقيل لي : هذا عمر بن / أبي ربيعة . فقبضت على يده وقلت له : يابن أبي ربيعة . فقال : ما تشاء ؟ قلت : أكلّ ما قلته في شعرك فعلته ؟ قال : إليك عنّي . قلت : أسألك باللَّه ! قال : نعم وأستغفر اللَّه . قال إسحاق وحدّثني الهيثم بن عديّ عن حمّاد الرّاوية : أنه سئل عن شعر عمر بن أبي ربيعة فقال : ذاك الفستق [1] المقشّر . أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير عن عمّه قال : سمع الفرزدق شيئا من نسيب [2] عمر فقال : هذا الذي كانت الشعراء تطلبه فأخطأته وبكت الديار ، ووقع هذا عليه . قال : وكان بالكوفة رجل من الفقهاء تجتمع إليه الناس فيتذاكرون العلم ، فذكر يوما شعر عمر بن أبي ربيعة فهجّنه . فقالوا له : بمن ترضى ؟ ومرّ بهم حمّاد الراوية فقال : قد رضيت بهذا . فقالوا له : / ما تقول فيمن يزعم أنّ عمر بن أبي ربيعة لم يحسن شيئا ؟ فقال : أين هذا ؟ اذهبوا بنا إليه . قالوا : نصنع به ماذا ؟ قال : ننزو على أمّه لعلَّها تأتي بمن هو أمثل من عمر . قال إسحاق : وقال أبو المقوّم الأنصاريّ : ما عصى اللَّه بشيء كما عصي بشعر عمر بن أبي ربيعة . قال إسحاق : وحدّثني قيس بن داود [3] قال حدّثني أبي قال : سمعت عمر بن أبي ربيعة يقول : لقد كنت وأنا شابّ أعشق ولا أعشق ، فاليوم صرت إلى مداراة الحسان إلى الممات . ولقد لقيتني فتاتان مرّة فقالت لي إحداهما : أدن منّي يابن أبي ربيعة أسرّ إليك شيئا . فدنوت منها ودنت الأخرى فجعلت تعضّني ، فما شعرت بعضّ هذه من لذّة سرار هذه . قال إسحاق : وذكر عبد الصّمد بن المفضّل [4] الرّقاشيّ عن محمد بن فلان الزّهريّ - سقط اسمه - عن إسحاق عن عبد اللَّه بن مسلمة [5] بن أسلم قال : لقيت جريرا فقلت له : يا أبا حزرة ، إنّ شعرك رفع إلى المدينة وأنا أحبّ أن تسمعني منه شيئا . فقال : إنكم يأهل المدينة يعجبكم النّسيب ، وإنّ أنسب الناس المخزوميّ . يعني ابن أبي ربيعة . قال إسحاق : وذكر محمد بن إسماعيل الجعفريّ عن أبيه عن خاله عبد العزيز [6] بن عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة قال : أشرف عمر بن أبي ربيعة على أبي قبيس ، وبنو أخيه معه وهم محرمون ، فقال لبعضهم : خذ بيدي فأخذ بيده ، وقال / : وربّ هذه البنيّة [7] ما قلت لامرأة قطَّ شيئا لم تقله لي ، وما كشفت ثوبا عن حرام قطَّ . قال :
- السمعاني في « الأنساب » . وقد ضبط بالقلم في « القاموس » في الطبعة الثالثة الأميرية « دومان » بفتح أوّله وسكون ثانيه . [1] في أ ، م ، ء : « الفاسق المفسد » وهو تحريف ؛ بدليل قول حماد نفسه في الحكاية التالية . [2] في ب ، س ، م ، ء ، أ : « تشبيب » ، والنسيب والغزل والتشبيب كلها بمعنى واحد . [3] في ب ، س ، ح : « رافد » وفي ر : « راقد » . [4] في ب ، س ، م : « الفضل » . [5] في ت ، ح ، ر : « سلمة » . [6] في ت : « عن خاله عن عبد العزيز » . [7] في ت ، أ ، م ، ء : « الكعبة » وهما اسمان لها .