نسبة ما في هذه الأخبار من الغناء الغناء في « ألا للَّه قوم » . . . الأبيات صوت < شعر > ألا للَّه قوم و لدت أخت بني سهم هشام وأبو عبد مناف مدرة الخصم وذو الرّمحين أشباك على القوّة والحزم فهذان يذودان وذا من كثب يرمي < / شعر > عروضه من مكفوف الهزج [1] . الغناء لمعبد خفيف رمل من رواية حمّاد . رأي يزيد بن عبد الملك في غناء معبد وابن سريج أخبرني محمد بن خلف وكيع قال قال إسماعيل بن مجمّع أخبرنا المدائنيّ عن رستم ابن صالح قال : / قال يزيد بن / عبد الملك يوما لمعبد : يا أبا عبّاد ، أني أريد أن أخبرك عن نفسي وعنك ، فإن قلت فيه خلاف ما تعلم فلا تتحاش أن تردّه عليّ ، فقد أذنت لك . قال : يا أمير المؤمنين ، لقد وضعك ربّك بموضع لا يعصيك إلا ضالّ ، ولا يردّ عليك إلا مخطىء . قال : إن الذي أجده في غنائك لا أجده في غناء ابن سريج : أجد في غنائك متانة ، وفي غنائه انحناثا [2] ولينا . قال معبد : والذي أكرم أمير المؤمنين بخلافته ، وارتضاه لعباده ، وجعله أمينا على أمّة نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ما عدا [3] صفتي وصفة ابن سريج ، وكذا يقول ابن سريج وأقول ، ولكن أن رأى أمير المؤمنين أن يعلمني هل وضعني [4] ذاك عنده فعل [5] . قال : لا واللَّه ، ولكنّي أوثر الطَّرب على كلّ شيء . قال : يا سيدي فإذا كان ابن سريج يذهب إلى الخفيف من الغناء وأذهب أنا إلى الكامل التامّ ، فأغرّب أنا ويشرّق هو ، فمتى نلتقي ؟ قال : أفتقدر أن تحكي رقيق بن سريج ؟ قال نعم ، فصنع من وقته لحنا من الخفيف في : < شعر > ألا للَّه قوم و لدت أخت بني سهم < / شعر > الأربعة الأبيات . فغنّاه ، فصاح يزيد : أحسنت واللَّه يا مولاي ! أعد فداك أبي وأمّي ، فأعاد ، فردّ عليه مثل قوله الأوّل ، فأعاد . ثم قال : أعد فداك أبي وأمّي ، فأعاد فاستخفّه الطَّرب حتى وثب وقال لجواريه : افعلن كما أفعل ، وجعل يدور في الدار ويدرن معه وهو يقول :
[1] في جميع نسخ الأصل « مكفوف الرمل » وهو خطأ وصوابه « مكفوف الهزج » . وتقطيع الهزج : مفاعيلن مفاعيلن مرتين . والكف : حذف السابع الساكن . ومطلع هذه القصيدة وأكثر أبياتها حذفت فيها نون مفاعيلن الثانية ، فصارت بذلك من مكفوف الهزج . [2] في أ ، م ، ء : « ألحانا » وفي ب ، س : « انحناء » وكلاهما تحريف . [3] أي ما جاوز ما قلت صفتى وصفة ابن سريج . [4] وضعني : حطَّ من قدري . [5] كذا في ت وفي سائر النسخ : « فليفعل » .