< شعر > يا دار دوّريني يا قرقر امسكيني / آليت منذ حين حقا لتصرميني ولا تواصليني باللَّه فارحميني لم تذكري يميني ! < / شعر > قال : فلم يزل يدور كما يدور الصّبيان ويدرن معه ، حتى خرّ مغشيا عليه ووقعن فوقه ما يعقل ولا يعقلن ، فابتدره الخدم [ فأقاموه [1] ] وأقاموا من كان على ظهره من جواريه ، وحملوه وقد جاءت نفسه أو كادت . سيرة جوان بن عمر بن أبي ربيعة رجع الخبر إلى ذكر عمر بن أبي ربيعة وكان لعمر بن أبي ربيعة بن [ صالح [2] ] يقال له « جوان » ، وفيه يقول العرجيّ : < شعر > شهيدي جوان على حبّها أليس بعدل عليها جوان < / شعر > فأخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني يحيى بن محمد بن عبد اللَّه بن ثوبان قال : جاء جوان بن عمر بن أبي ربيعة إلى زياد بن عبد اللَّه الحارثيّ وهو إذ ذاك أمير على الحجاز ، فشهد عنده بشهادة ، فتمثّل : < شعر > شهيدي جوان على حبها أليس بعدل عليها جوان < / شعر > - وهذا الشعر للعرجيّ - ثم قال : قد أجزنا شهادتك ، وقبله . وقال غير الزّبير : إنه جاء إلى العرجيّ فقال له : يا هذا ! ما لي وما لك تشهّرني [3] في شعرك ! متى أشهدتني على صاحبتك هذه ! ومتى كنت أنا أشهد في مثل هذا ! قال : وكان امرأ صالحا . / وأخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني بكَّار بن عبد اللَّه قال : استعمل بعض ولاة مكة جوان بن عمر على تبالة [4] ، فحمل على / خثعم في صدقات أموالهم حملا شديدا ، فجعلت خثعم سنة جوان تاريخا ، فقال ضبارة بن الطَّفيل : < شعر > أتلبسنا ليلى على شعث بنا من العام أو يرمى بنا الرّجوان [5] . < / شعر >
[1] زيادة في ت . [2] زيادة في ب ، س ، ح . [3] في ب ، س ، ح : « تشهدني » بالدال . [4] تبالة : بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن . قال المهلَّبيّ : تبالة في الإقليم الثاني عرضها تسع وعشرون درجة أه . بينها وبين مكة اثنان وخمسون فرسخا . وكانت أوّل عمل وليه الحجاج ، فسار إليها ، فلما قرب منها قال للدليل : أين تبالة ؟ وعلى أيّ سمت هي ؟ فقال : ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة . فقال : لا أراني أميرا على موضع تستره عنّي هذه الأكمة . أهون بها ولاية ! وكرّ راجعا . ولذلك قيل في مثل : « أهون من تبالة على الحجاج » . [5] يقال : لبست قوما ، أي تمليت بهم دهرا ، ولبست فلانة عمري أي كانت معي شبابي ، والبس الناس على قدر أخلاقهم أي عاشرهم . والرجوان : مثنّى رجا ، وهو جانب البئر . وقد أورد الميدانيّ المثل : « حتى متى يرمي بي الرّجوان » . ورمي به الرّجوان : استهين به كما يستهان بالدلو يرمي به رجوا البئر .