< شعر > وذي روادف لا يلغي الإزار بها يلوى ولو كان سبعا حين يأتزر < / شعر > فقال له عبد الملك : يا نصيب ، من هذه ؟ قال : بنت عمّ لي نوبيّة ، لو رأيتها ما شربت من يدها الماء . فقال له : لو غير هذا قلت لضربت الذي فيه عيناك . رحلة نصيب إلى عبد العزيز بن مروان كل عام يستميخه العطاء أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال حدّثنا المدائنيّ قال : / كان عبد العزيز بن مروان اشترى نصيبا وأهله وولده فأعتقهم ، وكان نصيب يرحل إليه في كلّ عام مستميحا [1] فيجيزه ويحسن صلته . فقال فيه نصيب : < شعر > يقول فيحسن القول ابن ليلى ويفعل فوق أحسن ما يقول فتى لا يرزأ [2] الخلَّان إلَّا مودّتهم ويرزؤه الخليل فبشّر أهل مصر فقد أتاهم مع النّيل الذي في مصر نيل < / شعر > نصيب وشاعر هجاه من أهل الحجاز أخبرني هاشم بن محمد بن هارون بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعيّ أبو دلف قال حدّثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه قال : كان نصيب يكنى أبا الحجناء ، فهجاه شاعر من أهل الحجاز فقال : < شعر > رأيت أبا الحجناء في الناس حائرا ولون أبي الحجناء لون البهائم تراه على ما لاحه من سواده وإن كان مظلوما له وجه ظالم < / شعر > فقيل لنصيب : ألا تجيبه ! فقال : لا ، ولو كنت هاجيا لأحد لأجبته ولكن اللَّه أوصلني بهذا الشعر إلى خير ، فجعلت على نفسي ألَّا أقوله في شرّ [3] ، وما وصفني إلا بالسواد وقد صدق . أفلا أنشدكم ما وصفت به نفسي ؟ قالوا بلى . فأنشدهم قوله : < شعر > ليس السواد بناقصي ما دام لي هذا اللسان إلى فؤاد ثابت من كان ترفعه منابت أصله فبيوت أشعاري جعلن منابتي كم بين أسود ناطق ببيانه ماضي الجنان وبين أبيض صامت إنى ليحسدني الرفيع بناؤه من فضل ذاك وليس بي من شامت < / شعر > ويروى مكان « من فضل ذاك » ، « فضل البيان » وهو أجود . / أخبرني عمّي ومحمد بن خلف / قالا حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال حدّثني سعيد بن يحيى الأمويّ قال
[1] استماحه : سأله العطاء . وفي ر : مستمنحا « . [2] أي لا يصيب منهم إلا الودّ . [3] في ر ، ح : « في سوء » .