قول من قرنها بمن قتله داود بن عليّ . وهذا القول الذي قلته قول ابن الكلبيّ وأبي اليقظان ، أخبرني به الحسن بن عليّ عن أحمد بن الحارث عن المدائنيّ عن أبي اليقظان ، قال وحدّثني به جماعة من أهل العلم بنسب قريش . أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني مسلمة بن إبراهيم بن هشام المخزوميّ عن أيّوب بن مسلمة ، أنه أخبره أنّ عمر بن أبي ربيعة / كان مسهبا [1] بالثّريّا بنت عليّ بن عبد اللَّه بن الحارث بن أميّة الأصغر ، وكانت عرضة [2] ذلك جمالا وتماما ، وكانت تصيف [3] بالطَّائف ، وكان عمر يغدو عليها كلّ غداة إذا كانت بالطائف على فرسه ، فيسأل [4] الرّكبان الذين يحملون الفاكهة من الطائف عن الأخبار قبلهم . فلقي يوما بعضهم فسأله عن أخبارهم ؛ فقال : ما استطرفنا [5] خبرا ؛ إلا أنّني سمعت عند رحيلنا صوتا وصياحا عاليا على امرأة من قريش اسمها اسم نجم في السماء وقد سقط [6] عني اسمه . فقال عمر : الثّريّا ؟ قال نعم . وقد كان بلغ عمر قبل ذلك أنها عليلة ، فوجّه فرسه على وجهه إلى الطائف يركضه ملء [7] فروجه وسلك طريق كداء [8] - وهي أخشن [9] الطَّرق وأقربها - حتى انتهى إلى الثّريّا وقد توقّعته وهي تتشوّف له وتشرف ، فوجدها سليمة عميمة [10] ومعها أختاها رضيّا [11] وأمّ عثمان [12] ، فأخبرها الخبر ؛ فضحكت وقالت : أنا واللَّه أمرتهم لأختبر مالي عندك . فقال عمر في ذلك هذا الشعر : / < شعر > تشكَّى الكميت الجري لمّا جهدته وبيّن لو يسطيع أن يتكلَّما فقلت له إن ألق للعين قرّة فهان عليّ [13] أن تكلّ وتسأما لذلك أدني دون خيلي رباطه وأوصي به ألَّا يهان ويكرما عدمت إذا وفري وفارقت مهجتي لئن لم أقل قرنا [14] إن اللَّه سلَّما < / شعر > قال مسلمة بن إبراهيم : قلت لأيّوب بن مسلمة : أكانت الثريّا كما يصف عمر بن أبي ربيعة ؟ فقال : وفوق
[1] كذا في أكثر النسخ . والمسهب : من أسقمه الحب وأذهب عقله . . وفي ر : « مستهترا » أي مولعا . وفي ح : « مشتهرا » . وفيء : « مشهبا » وهو مصحف عن « مسهبا » . [2] أي كانت أهلا لأن يشغف بها لجمالها وتمامها ، كأنها متصدّية للناس بجمالها توقعهم في شركها فيهيمون بها وإن لم يريدوا ؛ من قولهم : بعير عرضة للسفر أي قويّ عليه . [3] تصيف بالطائف : أي تقيم به في الصيف . [4] في ت ، ر : « فيسائل » . [5] ما استطرفنا خبرا ، أي ليس عندنا شيء طريف حادث نحدّثك به . [6] في « الأصول » : سقط عليّ اسمه « . يريد : ذهب وغاب عني فلا أذكره . [7] الفروج : ما بين قوائم الفرس ؛ يقال : ملأ قروج فرسه وسدّ فروجه ، إذ ملأ قوائمه عدوا ، كأن العدو ملأ قوائمه وسدّها . [8] كداء ( كسماء ) : جبل بأعلى مكة عند المحصّب ، دار إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم من ذي طوى . وقد دخل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم مكة عام الفتح منه وخرج من كدي ( مضموم مقصور ) ، وهو جبل بأسفل مكة . وأما كديّ بالتصغير فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن ، وليس من هذين الطريقين في شيء . [9] في ت : « أحسن » . [10] جارية عميمة وعمّاء : طويلة تامة القوام والخلق . [11] في « تاج العروس » : « ومن أسمائهنّ رضيّا كثريا ، تصغير رضوي وثروي » . [12] في ت : « أم كلثوم » . [13] في « الديوان » ، ح ، ر : علينا « . [14] أقل : من القيلولة . والقرن : قرن المنازل ، وكثيرا ما يذكره عمر في شعره . يريد : لئن لم أقل فيه .