/ قال : فتزوّجها عبد شمس بن عبد مناف ؛ فولدت له أميّة الأصغر وعبد أميّة [1] ونوفلا ، وهم العبلات . وقد ذكر الزّبير بن بكَّار عن عمّه : أنّ الثّريّا بنت عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن الحارث بن أمية الأصغر ، وأنها أخت محمد بن عبد اللَّه المعروف بأبي جراب العبليّ الذي قتله داود بن عليّ ؛ وهو الذي يقول فيه ابن زياد المكَّيّ : < شعر > ثلاث حوائج [2] ولهنّ جئنا فقم فيهنّ يا بن أبي جراب فإنّك ماجد في بيت مجد بقيّة معشر تحت التراب < / شعر > قال : وله يقول ابن زياد المكَّي أيضا : < شعر > إذا متّ لم توصل بعرف قرابة ولم يبق في الدنيا رجاء لسائل < / شعر > قال الزبير : وهذا أشبه من أن تكون بنت عبد اللَّه بن الحارث ، وعبد اللَّه إنما أدرك سلطان معاوية وهو شيخ كبير ، وورث بقعدده [3] في النّسب دار عبد شمس / بن عبد مناف ، وحجّ معاوية في خلافته ، فجعل [4] ينظر إلى الدار ، فخرج إليه عبد اللَّه بن الحارث بمحجن [5] ليضربه به وقال : لا أشبع اللَّه بطنك ! أما تكفيك الخلافة حتى تطلب هذه الدار ! فخرج معاوية يضحك . قال مؤلَّف هذا الكتاب : وهذا غلط من الزّبير عندي ، والثّريّا أن تكون بنت عبد اللَّه بن الحارث أشبه من أن تكون أخت الذي قتله داود بن عليّ ؛ لأنها ربّت الغريض / المغنّي وعلَّمته النّوح بالمراثي على من قتله يزيد بن معاوية من أهلها يوم الحرّة . وإذا كانت قد ربّت الغريض حتى كبر وتعلَّم النّوح على قتلى الحرّة [ وهو رجل ] [6] - وهي وقعة كانت بعقب موت معاوية - فقد كانت في حياة معاوية امرأة كبيرة ، وبين ذلك وبين من قتله داود بن عليّ من بني أميّة نحو ثمانين سنة ، وقد شبّب بها عمر بن أبي ربيعة في حياة معاوية ، وأنشد عبد اللَّه بن عباس شعره فيها ، فكيف تكون أخت الذي قتله داود بن عليّ وقد أدركت عبد اللَّه بن عباس وهي امرأة كبيرة ! وقد اعترف الزّبير أيضا في خبره بأن عبد اللَّه بن الحارث أدرك خلافة معاوية وهو شيخ كبير ؛ فقول من قال : إنها بنته ، أصوب من
[1] في ر : « عبد اللَّه » . [2] قال في « اللسان » : وجمع الحاجة حاج وحاجات ، وحوائج على غير قياس ، كأنهم جمعوا حائجة . وكان الأصمعيّ ينكره ويقول هو مولد . . . قال ابن بري : إنما أنكره الأصمعيّ لخروجه عن قياس جمع حاجة ، والنحويون يزعمون أنه جمع لواحد لم ينطق به وهو حائجة . قال : وذكر بعضهم أنه سمع حائجة لغة في الحاجة . وأما قوله إنه مولد فإنه خطأ منه ؛ لأنه قد جاء ذلك في حديث سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « إن للَّه عبادا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة » . وقال الأعشى : < شعر > الناس حول قبابه أهل الحوائج والمسائل < / شعر > وقال الشماخ : < شعر > تقطع بيننا الحاجات إلا حوائج يعتسفن مع الجريء < / شعر > ( انظر « اللسان » مادة حوج ففيه كلام طويل تحسن مراجعته ) . [3] بقعدده : بتمكنه في القرابة من الميت أي بكونه أقرب الطبقات إليه . [4] كذا في ح ، ر . وفي سائر النسخ : « ودخل ينظر » . [5] المحجن : عصا . معقّفة ( منحنية ) الرأس كالصولحان . [6] زيادة في ت .