< شعر > تبيت إليّ بعد النوم تسري وقد أمسيت لا أخشى سراها < / شعر > / الغناء في البيتين الأوّلين من هذه الأبيات لأبي فارة [1] ثقيل أوّل . وفيهما [2] لعبد اللَّه بن العبّاس الرّبيعيّ [3] خفيف ثقيل جميعا عن الهشاميّ . وذكر إسحاق أنّ هذا الصوت مما ينسب إلى معبد ، وهو يشبه غناءه إلا أنه لم يروه عن ثبت [4] ولم يذكر طريقته . قال : وقال فيها أشعارا كثيرة ، فبلغ ذلك فتيان بني تيم ، أبلغهم إيّاه فتى منهم وقال لهم : يا بني تيم بن مرّة ، هاللَّه ليقذفنّ بنو مخزوم بناتنا بالعظائم وتغفلون ! فمشى ولد أبي بكر وولد طلحة بن عبيد اللَّه إلى عمر بن أبي ربيعة فأعلموه بذلك وأخبروه بما بلغهم . فقال لهم : واللَّه لا أذكرها في شعر أبدا . ثم قال بعد ذلك فيها - وكنى عن اسمها - قصيدته التي أوّلها : صوت < شعر > يا أمّ طلحة إنّ البين قد أفدا [5] قلّ الثّواء لئن كان الرّحيل غدا أمسى العراقيّ لا يدري إذا برزت من ذا تطوّف بالأركان أو سجدا < / شعر > - الغناء لمعبد ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو ويونس - قال ولم يزل عمر ينسب بعائشة أيّام الحج ويطوف حولها ويتعرض لها وهي تكره أن يرى وجهها ، حتى وافقها وهي ترمي الجمار سافرة ، فنظر إليها فقالت : أما واللَّه لقد كنت لهذا منك كارهة يا فاسق ! فقال : صوت < شعر > إنّي وأوّل ما كلفت بذكرها [6] عجب وهل في الحبّ [7] من متعجّب نعت النساء فقلت لست بمبصر شبها لها أبدا ولا بمقرّب فمكثن حينا ثم قلن توجّهت للحجّ ، موعدها لقاء الأخشب [8] أقبلت أنظر ما زعمن وقلن لي والقلب بين مصدّق ومكذّب فلقيتها تمشي تهادى موهنا [9] ترمي الجمار عشيّة في موكب < / شعر >
[1] في ر : « لابن فارة » . [2] كذا في ت . وفي سائر النسخ : « وفيها » . [3] في ت : « الربعي » وهو تحريف ؛ إذ هو عبد اللَّه بن العباس بن الفضل بن الربيع . والنسبة إلى الربيع ربيعي بالياء . وستأتي ترجمته في الجزء السابع عشر من « الأغاني » . [4] الثبت : الراوي الحجّة الثقة . قال في « شرح القاموس » : « الثبت محركة وهو الأقيس ، وقد يسكَّن وسطه » . وفي المصباح : « وقيل الحجة ثبت بفتحتين إذا كان عدلا ضابطا ، والجمع الأثبات كسبب وأسباب » . [5] أفد هنا : دنا وحضر . [6] في « الديوان » : « بحبّها » . [7] في أ ، م ، ح ، ر : « في الدهر » . وفي « ديوانه » : « وما بالدهر » . وفي ب ، س : « في الحيّ » وهو تحريف . [8] الأخشب : أحد الأخشبين ، وهما جبلان بمكة : أحدهما أبو قبيس والاخر قعيقعان ، ويقال : هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك . وقد يقال لكل واحد منهما : الأخشب بالإفراد ؛ قال ساعدة بن جؤيّة : < شعر > ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألفّ وصدّهنّ الأخشب < / شعر > [9] في « ديوانه » : < شعر > فلقيتها تمشي بها بغلاتها < / شعر >