أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا عبد اللَّه / بن محمد قال حدّثنا العباس بن هشام عن أبيه قال أخبرني مولى لزياد قال : حجّ أبو الأسود الدّؤليّ [1] ومعه آمرأته وكانت جميلة . فبينا هي تطوف بالبيت إذ عرض لها عمر بن أبي ربيعة ، فأتت أبا الأسود فأخبرته ، فأتاه أبو الأسود / فعاتبه . فقال له عمر : ما فعلت شيئا . فلما عادت إلى المسجد عاد فكلَّمها ، فأخبرت أبا الأسود ، فأتاه في المسجد وهو مع قوم جالس فقال له : < شعر > وإنّي ليثنيني عن الجهل والخنا وعن شتم أقوام خلائق أربع حياء وإسلام وبقيا [2] وأنّني كريم ومثلي قد يضرّ وينفع فشتّان ما بيني وبينك إنّني على كل حال أستقيم وتظلع [3] < / شعر > فقال له عمر : لست أعود يا عمّ لكلامها بعد هذا اليوم . ثم عاود [4] فكلَّمها ، فأتت أبا الأسود فأخبرته ، فجاء إليه فقال له : < شعر > أنت الفتى وابن الفتى وأخو الفتى وسيّدنا لو لا خلائق أربع نكول عن الجلَّى وقرب من الخنا وبخل عن الجدوى وأنك تبّع [5] < / شعر > ثم خرجت وخرج معها أبو الأسود مشتملا على سيف . فلما رآهما عمر أعرض عنها ، فتمثّل أبو الأسود : < شعر > تعدو الذّئاب على من لا كلاب له وتتّقي صولة المستأسد الحامي [6] < / شعر > رأي الفرزدق في شعر ابن أبي ربيعة أخبرني ابن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم الفراسيّ [7] قال حدّثنا العمريّ [8] قال أخبرنا الهيثم بن عديّ قال :
[1] في ح ، ر : « الديلي » . والنسبة إلى « الدئل » بضم الدال وكسر الهمزة ، وهي قبيلة من كنانة « الدّؤليّ » بضم الدال وفتح الهمزة . وإنما فتحت الهمزة لئلا تتوالى الكسرات ؛ كما قالوا في النسبة إلى نمرة نمريّ بالفتح ، وهي قاعدة مطردة . ويقال فيها : الدّولي ( بواو غير مهموزة ) ، والدّئلي ( بضم الدال وكسرة الهمزة ) وهي نادرة . وأما الديلي ( بكسر الدال ) والدولى ( بضمها ) فنسبتان لقبيلتين أخريين . ( انظر « القاموس » و « شرحه » مادة دأل ) . [2] أبقيت عليه بقيا : أشفقت ورحمته . [3] يقال : ظلع يظلع ظلعا من باب نفع ، إذا عرج وعمز في مشيه . [4] في ت ، ح : « عاودت » . [5] يقال : هو تبع نساء وتبّعهنّ ، إذا جدّ في طلبهنّ . [6] كذا في ت ، ح ، ر . وفي سائر النسخ : « الضاري » . ( انظر الحاشية رقم 4 ص 78 والحاشية رقم 1 ص 79 من هذا الجزء ) . [7] كذا في جميع النسخ عدا نسخة ت ، ولم نعثر عليه . ولعله نسبة إلى بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة . وفي ت : « الفراشي » بالشين المعجمة ، ولعله نسبة إلى فراشة بفتح الفاء والراء : قرية بين بغداد والحلَّة ، أو موضع بالبادية ، كما في « القاموس » . ويجوز أن يكون « الفراشي » بكسر الفاء وفتح الراء نسبة إلى بني فراشة بن سلمة بن عبد اللَّه المروزي الفراشيّ ، كما في أنساب السمعاني و « شرح القاموس » . ( انظر « القاموس » و « شرحه » وأنساب السمعاني في هاتين المادتين ) . [8] كذا في ت ، ح . وفي سائر النسخ : « الغمري » بالغين المعجمة ، وهو تصحيف ؛ إذ لم نجد هذه النسبة في كتب « الأنساب » ، على أنه قد ورد ذكره كثيرا في الأسانيد العمري « بالعين المهملة .