نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 99
ان الذين يرون أن الآخرة فكرة خيالية ينبغي أن يفكروا : كيف أصبحت فكرة خيالية ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى واقع حياتنا ؟ . لماذا لا نستطيع بدونها إقامة نظام اجتماعي سليم ؟ . هل يمكن أن تحتل فكرة خيالية هذه الأهمية الكبرى في الحياة ؟ . هل وجدتم مثالا ما في الكون لفكرة خيالية غير كائنة ، أصبحت تتمتع بهذه الأهمية الحقيقية في الحياة ، رغم انها لا علاقة لها بواقعنا ؟ ! . ان حاجتنا الملحة إلى الآخرة لتنظيم الحياة ، واقامتها على أسس عادلة حقيقية ، هي ؟ في حد ذاتها ؟ تأكيد بأن الآخرة من كبريات حقائق الكون ، ولست أبالغ إذا قلت : إن هذا الجانب المنطقي من الاستدلال يثبت حقية هذه النظرية ، على مستوى التحقيق المعملي العملي . . * * * ( د ) الضرورة الكونية : ولننظر إلى هذه القضية من جهة ثالثة ، تلك التي أسميها : الضرورة الكونية . لقد تكلمت في الصفحات الماضية عن وجود الاله في الكون ، وقد ثبت جليا أن الدراسة العلمية والفكرية هي التي تدعونا إلى القول بوجود اله لهذا الكون . وبقي أن نسأل : لو كانت هناك علاقة بين الاله والانسان لما كان بد من ظهورها ، فمتى ستظهر هذه العلاقة جليا ؟ . أما بالنسبة إلى عالم اليوم ، فمن الممكن الجزم بأن هذه العلاقة لم تظهر بعد ، فالرجل الذي لا يؤمن بالله ، يصيح قائلا : انني لا أخاف من الله ، ثم هو لا يصاب بأذى ، بل قد يحصل على الزعامة ، ويتسلم مقاليد الحكم ! ! . أما الذين يبلغون رسالات الله ، فان السلطات توقف نشاطهم بحجة أنه غير شرعي . وهنالك أيضا مكاتب ومؤسسات تشغلها ؟ ليل نهار ؟ الدعاية لأولئك الذين يقولون : لقد ذهب صاروخنا إلى القمر ولم يتشرف بلقاء إلهكم ! ، وجميع أجهزة الدعاية الرسمية تدعم هذه المؤسسات ، فإذا ما نهض أصحاب الدعوات برسالتهم ردهم علماء العصر قائلين : انكم رجعيون تتخبطون في الظلمات ! . يولد الأطفال ، ثم يشبون ، ويموتون . تصل الشعوب إلى أوج مجدها ، ثم تنقرض . تقع الثورات ، ثم تزول .
99
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 99