responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 100


تشرق الشمس وتغرب ، ولكن لا تظهر آيات وجود الله .
وفي هذه الحالة تطالبنا عقولنا بالايمان بوجود الله ، أو انكار هذا الوجود . فلو آثرنا الايمان بالله ، فلا مناص لنا من الايمان بالآخرة . فليست هناك طريق أخرى لتبيين علاقة الانسان بالإله .
لقد سلم ( داروين ) بأن لهذا الكون خالقا ولكن تفسير الحياة الذي قدمه لا يتضمن أدنى ربط بين الخالق ومخلوقه ، كما أنه لا يحس بالحاجة إلى نهاية لهذا الكون ، حاجة تدفعه إلى تقرير هذا الربط ، ولست أدري كيف سيملأ ( داروين ) هذا الفراغ الكبير في نظريته البيولوجية ؟ ان عقلي يستنكر إلها لا علاقة له بأمور الكون ، ولا يشهده عباده في مظهر الخالق أبدا . وما أعجب خالق داروين ؟ هذا الذي يأتي بكون عملاق هكذا ، ثم ينهيه ، دون إبداء الأسباب التي دفعته إلى هذا الخلق ، ودون تعريف مخلوقيه بصفاته العديدة ! ! .
اننا لو أعطينا هذه المسالة الخطيرة شيئا من تفكيرنا ، فسوف نجد قلوبنا تصرخ : ( ان الساعة آتية لا ريب فيها . . ) [1] .
بل اننا لو تأملنا فسنراها مسرعة الينا ، سوف نراها ثقيلة ، وشيكة الانفجار ، كأنها الوليد في بطن الحامل . وما أقرب ما تفتك بنا ؟ فجأة ؟ إن عشية أو ضحاها :
( يسألونك عن الساعة أيان مرسها . قل انما علمها عند ربي . لا يجليها لوقتها الا هو .
ثقلت في السماوات والأرض . لا تأتيكم الا بغتة [2] .
رابعا ؟ الشهادة التجريبية نواصل الآن بحثنا في الجانب الآخر من هذا الموضوع :
( الآخرة ) ، وهو : هل هناك شهادة تجريبية تثبت الحياة بعد الموت ؟ .
ان أول دليل على الحياة الثانية هو حياتنا الأولى في حد ذاتها ، فان الذين ينكرون الحياة الثانية يقرون ، بداهة ، الحياة الأولى . والحياة ، تلك التي ظهرت مرة واحدة ، كيف تعجز عن إعادة نفس العملية مرة أخرى ؟ هذه التجربة التي نعيشها نحن اليوم ، كيف يستحيل حدوثها ثانية ؟ ؟ انه لا شئ أكثر عداء للمنطق والعقل الانساني من أن نسلم بوقوع حادث في الحال ، وننكره في المستقبل ! ! .
يا له من تناقض عجيب . . ان الانسان يدعي أن الآلهة التي اخترعها هو بمقدراته



[1] غافر / 59 .
[2] الأعراف / 187 .

100

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست