responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 95


فلن تصدق أنك كنت فوق هذا العملاق الذي يرتفع 1250 قدما فوق سطح الأرض ، ولا يستغرق المصعد الكهربائي للصعود من أسفلها إلى أعلاها أكثر من ثلاث دقائق ! ! وبعد مشاهدة هذه العمارات والمظاهر تذهب إلى النوادي وتشاهد الرجال والنساء يرقصون ملتصقين . .
وتفكر ما أسعد هؤلاء الناس ! ، ثم تأوي إلى مقاعد تشاهد الرقص المثير ، ولن تقضي وقتا طويلا حتى تأتيك حسناء من هؤلاء القوم ، وتجلس على المقعد المواجه لمقعدك ، انها تبدو كئيبة ، فتسألك دون مقدمات :
؟ أيها السائح ، هل أنا قبيحة المنظر ؟ .
؟ انني لا أرى ذلك . .
؟ ولكنني أفهم أنني فقدت روعة الجمال ، أليس كذلك ؟ .
؟ . . لا في رأيي أنك تملكين الكثير من الفتنة وروعة الجمال .
؟ شكرا أيها السائح الكريم ! ولكن الشبان لا يبالون بي ، ولا يواعدونني . لقد أصبحت الحياة بالنسبة إلى مملة موحشة . . .
ان ما رأيته في نيويورك لم يكن الا منظرا مقتضبا من مسرحية الانسان في العصر الحديث .
لقد أقامت العلوم والتكنولوجيا أبنية شامخة ، ولكنها نزعت السعادة من قلوب ساكنيها ، انها أقامت مصانع تتحرك بآلات هائلة ، ولكنها حرمت عمالها الراحة التي يطمحون إليها ، وهذه هي نتيجة التاريخ العلمي والتكنولوجي . فكيف بنا آذن نطمح ونتوقع عالما يسوده السلام والسعادة ، من صنع التكنولوجيا ؟ ! .
* * * ( ب ) الضرورة الأخلاقية :
وعندما ندرس المسألة من الوجهة الأخلاقية نرى أنه لا بد من الآخرة ، فان التاريخ الانساني لن يكون له أي معنى بدونها .
ان فطرة الانسان تميز بين الخير والشر ، والصالح والطالح ، والظلم والعدل ، وهذه الفطرة هي التي تميز الانسان عما سواه ، ولكن ها هو ذا الانسان الذي كرمه ربه ، يهدر فطرة الله أكثر ممن لا يتمتعون بها ، انه يظلم بني جنسه ، يقتلهم ويشردهم ، ويوجه إليهم كل شر مستطاع . .
ان الحيوانات لا تظلم فصائلها ، فالأسد ليس في الأسود أسدا ، والنمر ليس في العرين نمرا . . ولكن الانسان أصبح يفترس إخوانه ، حتى الأقربين منهم ، مما لا يوجد له مثيل في قانون الغابة . .

95

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست