responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 88


وامكان وقوع هذا لا ينافي العلم الحديث ، فنحن نعرف قطعا أن أحدا عندما يحرك لسانه ليتكلم ، يحرك بالتالي موجات في الهواء ، كالتي توجد في الماء الساكن عندما نرمي فيه بقطعة من الحجر . . انك لو وضعت جرسا كهربائيا في زجاج محكم الاغلاق من كل جانب ، ثم تضغط عليه ، فلن تسمع صوته ، برغم أن الجرس على مرأى منك . . لأنه لا يرسل الموجات إلى الخارج ، فهو مكتوم داخل الزجاج ، وهذه الموجات في الظروف العادية تصطدم بطبلة الأذن ، التي تقوم آليا بارسال هذه الموجات إلى العقل ، فما نفهمه من المعنى ، يسمى سماعا ! .
ولقد ثبت قطعيا أن هذه الموجات تبقى كما هي في الأثير ، إلى الأبد ، بعد حدوثها للمرة الأولى ، ومن الممكن سماعها مرة أخرى . ولكن علمنا الحديث عاجز حتى الآن عن إعادة هذه الأصوات ، أو بعبارة أصح : عن أن يضبط هذه الموجات مرة أخرى ، مع أنها لا تزال تتحرك في الفضاء من زمن بعيد . ولم يبدي العلماء اهتماما خاصا بهذا المجال حتى الآن ، بعد أن سلموا ؟ نظريا ؟ بامكان ايجاد آلة لالتقاط أصوات الزمن الغابر كما يلتقط المذياع الأصوات التي تذيعها محطات الارسال . على أن المسألة الكبرى التي نواجهها في هذا الصدد ، ليست هي التقاط الأصوات القديمة ، وانما التمييز بين الأصوات الكثيرة ؟ الهائلة الكثرة ؟ حتى نتمكن من سماع كل صوت على حدة . . وهذه هي مسالة الإذاعة التي وصلنا فيها إلى حل ، فان آلاف المحطات الإذاعية في العالم تذيع برامج كثيرة ليل نهار ، وتمر موجات هذه البرامج في الفضاء ، بسرعة 000 ، 186 ميلا في الثانية .
وكان من المعقول جدا عندما نفتح المذياع أن نسمع خليطا هائلا من الأصوات لانفهم منه شيئا ، ولكن هذا لا يحدث ، لأن جميع محطات الإذاعة ترسل برامجها على موجات يختلف طولها ، فمنها ما يرسل برامجه على موجات طويلة ، ومنها ما يرسل على موجات قصيرة ، ومتوسطة . وهكذا تمر هذه البرامج في الفضاء بموجات مختلفة طولا ، فتستطيع أن تسمع آية موجة من المذياع ، بمجرد أن تدير عقربه إلى المكان المطلوب .
ان علماءنا لم ينجحوا في اختراع آلة تفرق بين أصوات الزمن القديم ، ولولا ذلك لكنا قد سمعنا تاريخ كل عصر وزمان بأصواته . وبناء على هذا يثبت امكان سماع الأصوات القديمة في المستقبل ، فيما لو نجحنا في اختراع الآلة المطلوبة ، ومن ثم لا تبقى نظرية الآخرة بعيدة عن القياس ، وهي القائلة بأن كل ما ينطق به الانسان يسجل ، وهو محاسب عليه يوم الحساب .
وربما كان قياسا مع الفارق الكبير أن نذكر هنا ما حدث عندما كان الدكتور مصدق رئيس وزراء إيران الأسبق مسجونا أثناء محاكمته عام 1953 ، فقد ركبت في غرفته

88

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست