نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 131
إسم الكتاب : الإسلام يتحدى ( عدد الصفحات : 188)
( بسم الله الرحمن الرحيم . ألم . غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) كانت الأمبراطورية الفارسية تقع شرقي الجزيرة العربية ، على الساحل الآخر للخليج العربي ، على حين كانت الإمبراطورية الرومانية تمتد من غربي الجزيرة على ساحل البحر الأحمر إلى ما فوق البحر الأسود . وقد سميت الأولى ؟ أيضا ؟ بالامبراطورية الساسانية ، والأخرى بالبيزنطية . وكانت حدود الامبراطوريتين تصل إلى الفرات ودجلة ، في شمال الجزيرة العربية . فكانتا أقوى حكومتين شهدهما ذلك العصر . ويبدأ تاريخ الإمبراطورية الرومانية ؟ كما يرى المؤرخ جبن ؟ في القرن الثاني بعد الميلاد ، وكانت تتمتع حينئذ بمكانتها كأرقى دولة حضارية في العالم . وقد شغل المؤرخين تاريخ زوال الروم ، كما لم يشغلهم زوال أية حضارة أخرى [1] . وليس يغني كتاب من الكتب التي ألفت حول هذا الموضوع عن الكتب الأخرى ، ولكن يمكن اعتبار كتاب المؤرخ ادوارد جبن : تاريخ سقوط واندحار الإمبراطورية الرومانية [2] أكثرها تفصيلا وثقة ، وقد ذكر المؤرخ في الجزء الخامس من كتابه الوقائع المتعلقة ببحثنا هنا . * * * اعتنق الملك قسطنطين الدين المسيحي عام 325 م ، وجعله ديانة البلاد الرسمية ، فآمنت بها أكثرية رعايا الروم . وعلى الجانب الآخر ، رفض الفرس ؟ عباد الشمس ؟ هذه الدعوة . وكان الملك الذي تولى زمام الإمبراطورية الرومانية في أواخر القرن السابع الميلادي هو موريس ، وكان ملكا غافلا عن شؤون البلاد والسياسة ، ولذلك قاد جيشه ثورة ضده ، بقيادة فوكاس Phocas وأصبح فوكاس ملك الروم ، بعد نجاح الثورة ، والقضاء على العائلة الملكية بطريقة وحشية ، وأرسل سفيرا له إلى إمبراطور إيران كسرى أبرويز الثاني ، وهو ابن أنو شيروان العادل . وكان كسرى هذا مخلصا للملك موريس ، إذ كان قد لجأ اليه عام ؟ 590 591 م ، بسبب مؤامرة داخلية في الإمبراطورية الفارسية ، وقد عاونه موريس بجنوده لاستعادة العرش . ومما يروى أيضا أن كسرى تزوج بنت موريس ، أثناء اقامته ببلاد الروم ، ولذلك كان يدعوه بالأب .