نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 203
أنّه لو كان مع الله إلهاً غيره لما أغنى عني شيئاً . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يا أبا سفيان ألم يئن لك أن تعلم أنّي رسول الله " . فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأُمّي ، أما والله فإنّ في النفس حتى الآن منها شيء . وهنا صاح العباس : ويحك يا أبا سفيان ، أسلم واشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله قبل أن تُضرب عنقك . وهنا فقط أسلم أبو سفيان بعد ذكر ضرب العنق . ودهش أبو سفيان وهو ينظر للنبيّ فقال في نفسه : ليت شعري بأيّ شيء غلبتني ، فأوحى الله إلى نبيه بما في صدر أبي سفيان . فقال له الرسول : " باللّه غلبتك " ( 1 ) . وكان أبو سفيان ينتظر الفرصة السانحة للانقلاب على هذا الملك الذي تصوّره ، وكان ما أراد بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واستمالة الخلفاء له بتركهم له ما بيده من الصدقات وتوليه ابنه يزيد ومعاوية على الجيش الذاهب إلى الشام ، ومن ثمّ توليتهم ما فتح من بلاد الشام . وهذا ما أسّس لدولة بني أُميّة فيما بعد . قال الله تعالى : * ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
1 - السيرة الحلبية 3 : 55 .
203
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 203