نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 675
بني آدم معهم أمير لهم . وعادتهم أن يجعلوا في آذانهم أقراطاً كباراً وتكون فتحة القرط منها نصف شبر ويلتحفون في ملاحف الحرير . وفي بلادهم يكون معدن الذهب . فأكرمهم السلطان وأعطاهم في الضيافة خادمة فذبحوها وأكلوها ولطخوا وجوههم وأيديهم بدمها وأتوا السلطان شاكرين . وأخبرت أن عادتهم متى ما وفدوا عليه أن يفعلوا ذلك . وذكر لي عنهم أنهم يقولون إن أطيب ما في لحوم الآدميات الكف والثدي . ثم رحلنا من هذه القرية التي عند الخليج فوصلنا إلى بلدة قري منسا وقري [1] ومات لي بها الجمل الذي كنت أركبه فأخبرني راعيه بذلك فخرجت لأنظر إليه فوجدت السودان قد أكلوه كعادتهم في أكل الجيف . فبعثت غلامين كنت استأجرتهما على خدمتي ليشتريا لي جملاً بزاغري وهي على مسيرة يومين . وأقام معي بعض أصحاب أبي بكر ابن يعقوب وتوجه هو لينتظرنا بميمة . فأقمت سبعة أيام أضافني فيها بعض الحجاج بهذه البلدة حتى وصل الغلامان بالجمل . حكاية حلمي وفي أيام إقامتي بهذه البلدة رأيت ليلة فيما يرى النائم كأن إنساناً يقول لي : يا محمد بن بطوطة لماذا لا تقرأ سورة يس في كل يوم فمن يومئذ ما تركت قراءتها كل يوم في سفر ولا حضر . ثم رحلت إلى بلدة ميمة [2] فنزلنا على آبار بخارجها . ثم سافرنا منها إلى مدينة تنبكتو [3] وبينها وبين النيل أربعة أميال . وأكثر سكانها مسوفة أهل اللثام وحاكمها يسمى فربا موسى . حضرت عنده يوماً وقد قدم أحد مسوفة أميراً على جماعة فجعل عليه ثوبا وعمام وسروالاً كلها مصبوغة وأجلسه على درقة ورفعه كبراء قبيلته على رؤوسهم . وبهذه البلدة قبر الشاعر المفلق أبي إسحاق الساحلي الغرناطي المعروف ببلده بالطويجن وبها قبر سراج الدين بن الكويك أحد كبار التجار من أهل الإسكندرية . حكاية أمير لا يحب البكاء كان السلطان منسى موسى لما حج نزل بروض لسراج الدين هذا ببركة الحبش خارج مصر وبها ينزل السلطان . واحتاج إلى مال فتسلفه من سراج الدين
[1] بضم القاف وكسر الراء [2] بكسر الميم الأول وفتح الثاني [3] وضبط اسمها بضم التاء المعلوة وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الكاف وضم التاء المعلوة الثانية وواو
675
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 675