responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 674


فعجبت منها وظننتها فيلة لكثرتها هنالك . ثم إني رأيتها دخلت في النهر . فقلت لأبي بكر ابن يعقوب : ما هذه الدواب فقال : هي خيل البحر خرجت ترعى في البر وهي أغلظ من الخيل . ولها أعراف وأذناب ورؤوسها كرؤوس الخيل وأرجلها كأرجل الفيلة . ورأيت هذه الخيل مرة أخرى لما ركبنا النيل من تنبكتو إلى كوكو وهي تعوم في الماء وترفع رؤوسها وتنفخ . وخاف منها أهل المركب فقربوا من البر لئلا تغرقهم . ولهم حيلة في صيدها حسنة وذلك أن لهم رماحاً مثقوبة قد جعل في ثقبها شرائط وثيقة فيضربون الفرس منها . فإن صادفت الضربة رجله أو عنقه أنفذته وجذبوه بالحبل حتى يصل إلى الساحل فيقتلونه ويأكلون لحمه . ومن عظامها بالساحل كثير . وكان نزولنا عند هذا الخليج بقرية كبيرة عليها حاكم من السودان حاج فاضل يسمى فربا مغا [1] وهو ممن حج مع السلطان منسى موسى لما حج .
حكاية أكلة بني آدم أخبرني فربا مغا أن منسى موسى لما وصل إلى هذا الخليج كان معه قاض من البيضان يكنى بأبي العباس ويعرف بالدكالي فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال لنفقته . فلما وصلوا إلى ميمة شكا إلى السلطان بأن الأربعة آلاف مثقال سرقت له من داره . فاستحضر السلطان أمير ميمة وتوعده بالقتل إن لم يحضر من سرقها . وطلب الأمير السارق فلم يجد أحداً ولا سارق يكون بتلك البلاد . فدخل دار القاضي واشتد على خدامه وهددهم . فقالت له إحدى جواريه : ما ضاع له شيء وإنما دفنها بيده في ذلك الموضع وأشارت له إلى الموضع . فأخرجها الأمير وأتى بها السلطان وعرفه الخبر فغضب على القاضي ونفاه إلى بلاد الكفار الذين يأكلون بني آدم فأقام عندهم أربع سنين ثم رده إلى بلده . وإنما لم يأكله الكفار لبياضه لأنهم يقولون : إن أكل الأبيض مضر لأنه لم ينضج . والأسود هو النضج بزعمهم .
حكاية آكلي خادمة السلطان قدمت على السلطان منسى سليمان جماعة من هؤلاء السودان الذين يأكلون



[1] بفتح الميم والغين المعجم

674

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 674
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست