نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 66
على نبينا وعليه كان يسكنها . وكانت له الغنم الكثيرة . فكان يسقي الفقراء والمساكين والوارد والصادر من ألبانها فكانوا يجتمعون ويسألون : حلب إبراهيم فسميت بذلك وهي من أعز البلاد التي لا نظير لها في حسن الوضع وإتقان الترتيب واتساع الأسواق وانتظام بعضها ببعض . وأسواقها مسقفة بالخشب فأهلها دائماً في ظل ممدود وقيساريتها لا تماثل حسناً وكبراً وهي تحيط بمسجدها وكل سماط منها محاذٍ لباب من أبواب المسجد . ومسجدها الجامع من أجمل المساجد في صحنه بركة ماء ويطيف به بلاط عظيم الاتساع . ومنبرها بديع العمل مرصع بالعاج والآبنوس . وبقرب جامعها مدرسة مناسبة له في حسن الوضع وإتقان الصنعة . تنسب لأمراء بني حمدان وبالبلد سواها ثلاث مدارس وبها مارستان . وأما خارج المدينة فهو بسيط أفيح عريض به المزارع العظيمة وشجرات الأعناب منتظمة به والبساتين على شاطئ نهرها . وهو النهر الذي يمر بحماة ويسمى العاصي وقيل : إنه سمي بذلك لأنه يخيل لناظره أن جريانه من أسفل إلى علو . والنفس تجد في خارج مدينة حلب انشراحاً وسروراً ونشاطها لا يكون في سواها وهي من المدن التي تصلح للخلافة . قال ابن جزي : أطنبت الشعراء في وصف محاسن حلب وذكر داخلها وخارجها . وفيها يقول أبو عبادة البحتري : يا برق أسفر عن قويق فطرتي * حلبٍ فأعلى القصر من بطياس عن منبت الورد المعصفر صبغة * في كل ضاحية ومجنى الآس أرضٌ إذا استوحشتكم بتذكرٍ * حشدت علي فأكثرت إيناسي وقال فيها الشاعر المجيد أبو بكر الصنوبري : سقى حلب المزن مغنى حلبٍ * فكم وصلت طرباً بالطرب وكم مستطابٍ من العيش لذ * بها إذ بها العيش لم يستطب غدا وحواشيه من فضةٍ * تروق وأوساطه من ذهب
66
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 66