نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 65
وقلعة حلب تسمى الشهباء . بداخلها جبلان ينبع منهما الماء فلا تخاف الظمأ ويطيف بها سوران . وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء . وسورها متداني الأبراج وقد انتظمت بها العلالي العجيبة المفتحة الطيقان . وكل برج منها مسكون . والطعام لا يتغير بهذه القلعة على طول العهد . وبها مشهد يقصده بعض الناس يقال : إن الخليل عليه السلام كان يتعبد به . وهذه القلعة تشبه قلعة رحبة مالك بن طوق التي على الفرات بين الشام والعراق . ولما قصد قازان طاغية التتر مدينة حلب حاصر هذه القلعة أياماً ونكص عنها خائباً قال ابن جزي : وفي هذه القلعة يقول الخالدي شاعر سيف الدولة : وخرقاء قد قامت على من يرومها * بمرقبها العالي وجانبها الصعب يجر عليها الجو جيب غمامةً * ويلبسها عقداً بأنجمه الشهب إذا ما سرى برقٌ بدت من خلاله * كما لاحت العذراء من خلل السحب فكم من جنودٍ قد أماتت بغصةٍ * وذي سطوات قد أبانت على عقب وفيها يقول أيضاً وهو من بديع النظم : لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها * أرضاً توطأ قطريه مواشيها إذا الغمامة راحت غاض ساكنها * حياضها قبل أن تهمي عواليها يعد من أنجم الأفلاك مرقبها * لو أنه كان يجري في مجاريها ردت مكايد أقوامٍ مكايدها * ونصرت لدواهيهم دواهيها وفيها يقول جمال الدين علي ابن أبي منصور : كادت لبون سموها وعلوها * تستوقف الفلك المحيط الدائرا وردت قواطنها المجرة منهلاً * ورعت سوابقها النجوم زواهرا ويظل صرف الدهر منها خائفاً * وجلاً فيما يمسي لديها حاضرا ويقال : في مدينة حلب حلب إبراهيم لأن الخليل صلوات الله وسلامه
65
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 65