نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 658
ان حلها نازح الأوطان مغترب * أسلوه بالأنس عن أهل وعن وطن بين الحديث بها أو العيان لها * ينشأ التحاسد بين العين والأذن ثم سافرنا من مراكش صحبة الركاب العلي ركاب مولانا أيده الله فوصلنا إلى مدينة سلا ثم إلى مدينة مكناسة العجيبة الخضرة النضرة ذات البساتين والجنات المحيطة بها بحائر الزيتون من جميع نواحيها . ثم وصلنا إلى حضرة فاس حرسها الله تعالى فوادعت بها مولانا أيده الله وتوجهت برسم السفر إلى بلاد السودان فوصلت إلى مدينة سجلماسة . وهي من أحسن المدن وبها التمر الكثير الطيب وتشبهها مدينة البصرة في كثرة التمر . لكن تمر سجلماسة أطيب وصنف إيرار منه لا نظير له في البلاد . ونزلت منها عند الفقيه أبي محمد البشري وهو الذي لقيت أخاه بمدينة قنجنفو من بلاد الصين . فيا شد ما تباعدا فأكرمني غاية الإكرام واشتريت بها الجمال وعلفتها أربعة أشهر . ثم سافرت في غرة شهر الله المحرم سنة ثلاث وخمسين في رفقة مقدمها أبو محمد يندكان المسوفي رحمه الله تعالى وفيها جماعة من تجار سجلماسة وغيرهم . فوصلنا بعد خمسة وعشرين يوماً إلى تغازى وضبط اسمها [1] وهي قرية لا خير فيها . ومن عجائبها أن بناء بيوتها ومسجدها من حجارة الملح وسقفها من جلول الجمال . ولا شجر بها إنما هي رمل في معدن الملح يحفر عليه في الأرض فيوجد منه ألواح ضخام متراكبة كأنها قد نحتت ووضعت تحت الأرض يحمل الجمل منها لوحين . ولا يسكنها إلا عبيد مسوفة وهم الذين يحفرون على الملح ويتعيشون بما يجلب إليهم من تمر درعة وسجلماسة ومن لحوم الجمال ومن أنلي المجلوب من بلاد السودان ويصل السودان من بلادهم فيحملون منها الملح . ويباع الحمل منه بايوالاتن بعشرة مثاقيل إلى ثمانية وبمدينة مالي وبالملح يتصارف السودان كما يتصارف بالذهب والفضة . يقطعونه قطعاً ويتبايعون به . وقرية تغازى على حقارتها يتعامل فيها بالقناطير المقنطرة من التبن . وأقمنا بها عشرة أيام في جهد لأن ماءها زعاق . وهي أكثر المواضع ذباباً ومنها يرفع الماء لدخول الصحراء التي بعدها . وهي مسيرة عشرة لا ماء
[1] بفتح التاء المثناة والغين المعجم وألف وزاي مفتوح أيضاً
658
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 658