نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 657
غرناطة وأكرمني أشد الإكرام . وتوجهت معه إلى زيارة الزاوية الشهيرة البركة المعروفة برابطة العقاب والعقاب جبل مطل على خارج غرناطة وبينهما نحو ثمانية أميال وهو مجاور لمدينة التيرة الخربة . ولقيت أيضاً ابن أخيه الفقيه أبا الحسن علي بن أحمد بن المحروق بزاويته المنسوبة للجام بأعلى ربض نجد من خارج غرناطة المتصل بجبل السبيكة وهو شيخ المتسببين من الفقراء . وبغرناطة جملة من فقراء العجم استوطنوها لشبهها ببلادهم . ومنهم الحاج أبو عبد الله السمرقندي والحاج أحمد التبريزي والحاج إبراهيم القونوي والحاج حسين الخراساني والحاجان علي ورشيدي الهنديان وسواهم . ثم رحلت من غرناطة إلى الحمة ثم إلى بلش ثم إلى مالقة ثم إلى حصن ذكوان وهو حصن حسن كثير المياه والأشجار والفواكه ثم سافرت منه إلى رندة ثم إلى قرية بني رياح . فأنزلني شيخها أبو الحسن علي بن سليمان الرياحي وهو أحد كرماء الرجال وفضلاء الأعيان يطعم الصادر والوارد وأضافني ضيافة حسنة . ثم سافرت إلى جبل الفتح وركبت البحر في الجفن الذي جزت فيه أولاً وهو لأهل أصيلا فوصلت إلى سبتة . وكان قائدها إذ ذاك الشيخ أبو مهدي عيسى بن سليمان بن منصور وقاضيها الفقيه أبا محمد الزجندري . ثم سافرت منها إلى أصيلا وأقمت بها شهوراً . ثم سافرت منها إلى مدينة سلا فوصلت إلى مدينة مراكش . وهي من أجمل المدن فسيحة الأرجاء متسعة الأقطار . كثيرة الخيرات بها المساجد الضخمة كمسجدها الأعظم المعروف بمسجد الكتبيين وبها الصومعة الهائلة العجيبة صعدتها وظهر لي جميع البلد منها . وقد استولى عليه الخراب . فما شبهته إلا بغداد إلا أن أسواق بغداد أحسن . وبمراكش المدرسة العجيبة التي تميزت بحسن الوضع وإتقان الصنعة وهي من بناء الإمام مولانا أمير المسلمين أبي الحسن رضوان الله عليه . قال ابن جزي : في مراكش يقول قاضيها الإمام التاريخي أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الأوسي : لله مراكش الغراء من بلد * وحبذا أهلها السادات من سكن
657
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 657