نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 656
غرناطة حيث يقول : رعى الله من غرناطةٍ متبوأ * يسر حزيناً أو يجير طريداً تبرم منها صاحبي عندما رأى * مسارحها بالثلج عدن جليدا هي الثغر صان الله من أهلت به * وما خير ثغر لا يكون برودا ذكر سلطان غرناطة وكان ملك غرناطة في عهد دخولي إليها السلطان أبا الحجاج يوسف بن السلطان أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر . ولم ألقه بسبب مرض كان به . وبعثت إلى والدته الحرة الصالحة الفاضلة بدنانير ذهب ارتفقت بها . ولقيت بغرناطة جملة من فضلائها منهم قاضي الجماعة بها الشريف البليغ أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد الحسيني السبتي ومنهم فقيهها المدرس الخطيب العالم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البياني ومنهم قاضيها وعالمها ومقرئها الخطيب أبو سعيد فرج بن قاسم الشهير بابن لب ومنهم قاضي الجماعة نادرة العصر وطرفة الدهر أبو البركات محمد بن محمد بن إبراهيم السلمي البلعبعي . قدم عليها من المرية في تلك الأيام فوقع الاجتماع به في بستان بالفقيه أبي القاسم محمد ابن الفقيه الكاتب الجليل أبي عبد الله بن عاصم . وأقمنا هنالك يومين وليلة . قال ابن جزي : كنت معهم في ذلك البستان ومتعنا الشيخ أبو عبد الله بأخبار رحلته وقيدت عنه أسماء الأعلام الذين لقيهم فيها واستفدنا منه الفوائد العجيبة . وكان معنا جملة من وجوه أهل غرناطة منهم الشاعر المجيد الغريب الشأن أبو جعفر أحمد بن رضوان بن عبد العظيم الجذامي . ولهذا الفتى أمر عجيب فإنه نشأ بالبادية ولم يطلب العلم ولا مارس الطلبة . ثم إنه نبغ بالشعر الجيد الذي يندر وقوعه من كبار البلغاء وصدور الطلبة مثل قوله : يا من اختار فؤادي منزلاً * بابه العين التي ترمقه فتح الباب سهادي بعدكم * فابعثوا طيفكم يغلقه ولقيت بغرناطة الشيوخ والمتصوفين منهم الفقيه أبا علي عمر بن الشيخ الصالح الولي أبي عبد الله محمد بن المحروق وأقمت أياماً بزاويته التي بخارج
656
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 656